على خلفية تداول صور لأشجار أرز عديدة مقطوعة بغابات أنفكو بإقليم ميدلت على مواقع التواصل الاجتماعي، ودق جمعيات ناشطة في مجال البيئة لناقوس الخطر بشأن “عودة نهب هذه الثروة”، نفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات “صحة ما ورد على لسان هذه الجمعيات من معطيات”، مُبرزة أن الصور المنشورة على عدد من الصفحات المهتمة بالمجال والمحلية بأنفكو، هذه الأيام، لأشجار الأرز المقطوعة “قديمة العهد”، ومؤكدة قيامها والسلطات المحلية بجولة تمشيطية حديثة للغابات المعنية.
وأوضحت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في معطيات توضيحية قدمتها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها “تمكنت من الحد بشكل كبير” من ظاهرة “قطع أشجار الأرز” بأنفكو، مُبرزة أن ذلك “ثمرة المراقبة والتصدي لعمليات القطع والتهريب من خلال الوحدات الميدانية للمياه والغابات التي تقوم بمراقبة ورشات النجارة وبتكثيف الجولات التمشيطية بالأماكن السوداء التي يتوافد عليها المخالفون”.
وأشارت الوكالة إلى أن هؤلاء “يشتغلون في بعض المناطق على شكل عصابات منظمة تنشط في غالب الأحيان ليلا، وبأماكن وعرة، متباعدة ومتفرقة، مستغلين الهشاشة الاجتماعية للساكنة”.
وقد أسفرت هذه التدخلات الآنية، وفق المصدر ذاته، “عن حجز المعدات والدواب والمركبات التي تستعملها العصابات لنقل الروافد الأرزية، بالإضافة إلى أنه يتم تحرير محاضر في هذا الشأن وإحالة المعتدين على القضاء، وفقا لمقتضيات التشريع الغابوي الجاري بها العمل، في مثل هذه الحالات”.
وفي هذا الصدد، تابعت الوكالة، قامت لجنة مشتركة مكونة من السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والمياه والغابات، بتاريخ 19 نونبر 2024، “بجولة تمشيطية بالغابات المجاورة لدوار أنفكو مع استعمال طائرات بدون طيار “الدرونDrones “، وراقبت أيضا محلات النجارة المرخصة بذات الدوار”، مضيفة أنه تبين أن هذه الأخيرة “مرخصة وأن خشب الأرز المستعمل قانوني، ومن ثم غياب أية مخالفة حديثة تتعلق بقطع أشجار الأرز”.
وبفضل استعمال الوكالة لتقنية الطائرات بدون طيار “الدرونDrones”، فقد بات بإمكانها “تمشيط مساحات شاسعة ووعرة، والاطلاع بشكل دقيق على وضعيات غابات المنطقة، مما يمكن من التصدي الاستباقي لأي اعتداء على الثروات الغابوية”، وفق المصدر عينه، الذي أكد أن “هذه التقنية الحديثة تمكن الأعوان المكلفين بمهام شرطة المياه والغابات من القيام بعمل المراقبة، وخاصة بالمناطق السوداء، في جميع الأوقات؛ بما فيها الفترات الليلية”.
وبخصوص مساهمة “رحل في ما هي عليه وضعية غابات أنفكو” التي كان نشطاء بيئيون بإقليم ميدلت أثاروا ملاحظات بشأنها في حديث لهسبريس، أوضحت الوكالة أنه “بالنسبة لعملية جمع الحطب الميت طريح الأرض من طرف الساكنة المحلية بهذه المناطق، فإنها ممارسات قانونية مؤطرة بالقوانين الجاري العمل بها، وتدخل ضمن حقوق الانتفاع التي تتمتع بها الساكنة المجاورة للغابات على الصعيد الوطني”.
في هذا الصدد، تابع المصدر ذاته، فإن الوكالة الوطنية للمياه والغابات، “وبهدف ترشيد استعمال الحطب وتخفيف الضغط على الموارد الطبيعية، تقوم سنويا ببرمجة توزيع الأفرنة المحسنة لفائدة الساكنة المحلية المجاورة للغابة لمحاربة موجة البرد بالمناطق الجبلية”.
وقالت الوكالة إن خارطة الطريق التي تنهجها قصد تنمية المجال الغابوي وتأهيله اعتمادا على الاستراتيجية الوطنية لغابات المغرب 2020-2030 ترتكز على “مقاربة تشاركية أساسها جعل الغابات مجالا للتنمية وضمان التدبير المستدام للموارد الغابوية، بالاعتماد على تدبير مشترك للشأن المحلي بالمجال الغابوي بإشراك الساكنة المجاورة للغابة من ذوي الحقوق وجميع الأطراف المعنية”.
كما تقوم هذه المقاربة كذلك، وفق المعطيات المقدمة لهسبريس، على “خلق جمعيات وتعاونيات وتنظيمها حول مصالح مشتركة تروم بالأساس إلى تثمين سلاسل الإنتاج الغابوي وتقوية القدرات الإنتاجية للغابات مع الالتزام بالمساهمة في حماية الموروث الغابوي للأرزيات من الاندثار”، مشددة على أن كل هذه الإجراءات هي “من أجل تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للساكنة والقضاء على العوامل المشجعة لتفشي ظاهرة قطع وتهريب خشب الأرز”.
The post “وكالة الغابات” تنفي “نهب” أشجار أرز appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.