تعيش جماعة الركادة بإقليم تزنيت، منذ أيام، على وقع نقاش حاد وجدل واسع يصب في اتجاه الرفض القاطع لإحداث منجم للتنقيب عن المعادن بتراب منطقة إغيرملولن الجبلية التابعة إداريا لقيادة أولاد جرار.
وتفجر هذا الجدل حول إحداث المنجم المذكور مباشرة بعد إعداد رئيس جماعة الركادة لجدول أعمال الدورة الاستثنائية المزمع انعقادها يوم الخميس المقبل، وتضمينه لنقطة متعلقة بـ”الدراسة والتصويت على طلب الاحتلال المؤقت للملك الغابوي المقدم من طرف إحدى الشركات من أجل إنجاز أبحاث معدنية”.
وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بالعشرات من الآراء الرافضة لإقامة منجم بمنطقة إغيرملولن والتي اعتبرت الخطوة ترحيلا للساكنة وزعزعة لاستقرارها، خصوصا أنها تعيش على وقع خصاص في الماء الصالح للشرب ومن شأن إحداث مشروع منجمي أن يعمق من معاناتها ويحرمها بشكل نهائي من هذه المادة الحيوية.
وحمّل الرافضون للمنجم المذكور المسؤولية الكاملة لرئيس جماعة الركادة وجميع الأعضاء، وخاصة منهم الذين يمثلون دوائر منطقة إغيرملولن بالمجلس، داعين إياهم إلى التصويت بالرفض على نقطة إقامة مشروع منجمي خلال الدورة وتحمل مسؤوليتهم الكاملة في هذا الصدد.
وفي تعليق له على الموضوع، قال هشام بغاض، بصفته أحد أبناء منطقة إغيرملولن: “ما دام الأمر يتعلق بعملية التنقيب والحفر واستخراج المعادن، فلا شك في أن الجميع متفق أنها عملية لها ما لها من تأثير سلبي على استقرار الأفراد والأسر، ولن يستفيد من هذا المشروع إلا أصحابه فقط. ولنا في تجربة استخراج معدن الذهب بمنطقة تاكراكرا خير مثال، حيث لم يلاحظ أي تأثير إيجابي على سكان المنطقة المجاورة، سواء كأفراد أو كجماعة ترابية، رغم أن عملية الاستخراج دامت أزيد من 25 سنة، حيث إن المستفيد الوحيد كان هو الشركة المستغلة للمنجم فقط”.
“أما الجوانب السلبية الكثيرة لهذا المشروع؛ منها ما يتعلق بالبيئة، وكذا البنيات التحتية، وأيضا صحة الساكنة وماشيتها، وكذلك أمنها واستقرارها.. ويمكن توزيعها بين أضرار تهدد البيئة وتشكل تهديدا مباشرا لمخزون الفرشة المائية المحلي التي ستتعرض للاستنزاف لا محالة، وأضرار متعلقة باستعمال الآليات الضخمة الملوثة بكثرة انبعاث الدخان والغازات السامة بالإضافة إلى أصواتها المزعجة، فضلا عن تداعيات استعمال الديناميت لتفتيت الصخور وما له من أضرار على البيئة وعلى الفرشات المائية بسبب الهزات التي يحدثها في الطبقات الأرضية، إلى جانب تأثير الغبار والغازات على الغطاء النباتي المهدد أصلا بخطر التصحر” أورد بغاض.
وأضاف المتحدث ذاته أن التلوث الذي سينجم عن إحداث منجم بإغيرملولن سيسبب أيضا أضرار صحية عديدة، سواء على الجهاز التنفسي أو العصبي أو الهضمي، وكذا الأمراض الجلدية المختلفة بسبب استعمال المياه الجوفية الملوثة، إلى غيرها من التأثيرات السلبية على صحة الإنسان والماشية.
أما بالنسبة للأضرار المتعلقة بالبنية التحتية، أبرز بغاض أنها ستستهدف تدمير الطرق والمسالك، مشيرا إلى أن استخراج المعادن يقتضي بالضرورة استعمال آليات ضخمة وشاحنات من الوزن الثقيل لا يتناسب حجمها ووزنها مع المواصفات التقنية للطرق والمسالك التي صرفت أموال طائلة من أجل إنشائها لفك العزلة على سكان المنطقة ودواويرها؛ وبالتالي يتم تخريبها وتدميرها في ظرف وجيز من طرف الشاحنات الناقلة للمواد المستخرجة، ولعل أن الطريق الإقليمية الرابطة بين مركز آيت وافقا ومركز إداوسملال لخير مثال على ذلك بعدما تعرضت للتآكل من الجوانب رغم حداثة إصلاحها.
The post منجم في “إغيرملولن” يثير الغضب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.