دقت فعاليات جمعوية بمدينة الرشيدية ناقوس الخطر بشأن الوضعية المتفاقمة التي يشهدها محيط المحطة الطرقية والشارع الرئيسي، المتمثلة في الانتشار المكثف لمهاجرين من دول جنوب الصحراء، مطالبة السلطات المحلية بالتدخل العاجل لترحيلهم أو إيجاد بدائل تضمن إعادة تنظيم الفضاء العمومي واستعادة جمالية المدينة.
وفي تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية عبر مجموعة من الفاعلين الجمعويين عن استيائهم من الوضع الذي باتت تعرفه مدينة الرشيدية بسبب انتشار المهاجرين في أماكن إستراتيجية، إذ أصبحت المساحة الخضراء المحيطة بالمحطة الطرقية والممرات القريبة من الشارع الرئيسي مأوى لعشرات منهم.
وأوضحت الفعاليات ذاتها أن هذه المساحة الخضراء كانت متنفسا للسكان المحليين وزوار المدينة قبل أن تتحول إلى مأوى عشوائي، مشيرة إلى أن المهاجرين احتلوا المكان فأصبح يشوه صورة المدينة، خاصة مع نومهم على العشب ومضايقتهم المواطنين، وفقها.
وفي تعليقه على الموضوع قال عبد الصمد مبارك، فاعل جمعوي بمدينة الرشيدية: “نحن لا نرفض وجود المهاجرين في مدينتنا، فنحن بلد مضياف ومتعاطف مع قضايا الهجرة، لكن ما نعيشه اليوم هو احتلال غير قانوني لفضاء عام، الأمر الذي يؤثر سلبا على صورة المدينة ويثير مخاوف السكان والزوار”.
وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الوضع لم يتوقف عند استغلال المساحات الخضراء، بل تعداه إلى مشاكل اجتماعية وأمنية”، مشيرا إلى “تزايد بعض السلوكات غير المرغوب فيها، مثل التسول وانتشار الأزبال في المناطق التي يتواجد بها المهاجرون، الأمر الذي أثار استياء السكان الذين يمرون يوميا في هذا المكان”.
وفي السياق ذاته قال الفاعل الجمعوي محمد الورغي: “أنا لست ضد المهاجرين، لكن وجودهم بهذا الشكل العشوائي أثر على نشاطي التجاري. الزبائن باتوا يتفادون المرور من هنا، كما أن المنطقة أصبحت غير آمنة في الليل، ما يفرض القيام بدوريات أمنية كل لحظة لحماية المواطنين”.
وكشف الجمعوي ذاته أن الفعاليات الجمعوية بالمدينة كثفت من تحركاتها من أجل مطالبة السلطات المحلية بالتدخل السريع، إذ طالبت بعقد لقاءات مع المسؤولين لطرح حلول عملية، مضيفا أن من بين المقترحات التي قدمتها الفعاليات الجمعوية نقل هؤلاء المهاجرين إلى مراكز إيواء مؤقتة وتوفير دعم إنساني لهم، في إطار يحترم القوانين الوطنية ويحافظ على النظام العام.
وفي تصريح آخر لأحد الفاعلين الجمعويين قال: “نحن ندرك أن قضية المهاجرين مسؤولية تقتضي تدخلا متكاملا، يشمل السلطات المحلية والمجتمع المدني وحتى المنظمات الإنسانية، لكن لا يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه”، وزاد: “نحن نطالب السلطات بإيجاد حلول عاجلة تعيد النظام للمدينة وتحفظ كرامة المهاجرين في الوقت نفسه”.
وتثير قضية انتشار مواطني جنوب الصحراء بمدينة الرشيدية جدلا واسعا بين من يدافع عن حقهم في البحث عن فرص حياة أفضل ومن يرى في الوضع تجاوزا يؤثر على النظام العام وحقوق الساكنة المحلية وزوار المدينة؛ وبين هذا وذاك يبقى الحل رهينا بتدخل عاجل وشامل يحترم إنسانية المهاجرين ويعيد التوازن للمدينة.
The post مطالب بتنظيم إيواء مهاجرين بالرشيدية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.