عادت أسواق الماشية من جديد إلى الحركية نوعا ما، بعدما انتهى عيد الأضحى الذي يبقى أهم حدث يستعد إليه الكسابة على مدار سنة كاملة، حيث يبتغي المهنيون تجديد ترسانتهم الحيوانية والانفتاح على سلالات وأصناف جديدة أو اللجوء إلى شراء النعاج بكثافة من أجل توفير قطيع السنة المقبلة على الرغم من مختلف الإكراهات المطروحة.
وطالعت جريدة هسبريس الإلكترونية تحركات مكثفة للمهنيين في هذا المجال، من مربين ونشيطين في تجارة الماشية، في الوقت الراهن، خصوصا بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل ضمان استعدادات جيدة قبل بداية الموسم الفلاحي المقبل كما يودون.
وأكد بعض من هؤلاء المهنيين الذين تحدثوا لهسبريس أن “الفترة الحالية على الرغم من إكراهات الجفاف تبقى فرصة مناسبة للاستعداد الجيد للسنة المقبلة، إلى جانب توفير ما يتطلبه السوق كذلك خلال هذه الأيام”، مشددين على أن “المهنيين في مجال تربية المواشي يجب أن يبقوا متابعين لكل تطورات السوق”.
وعلى هذا النحو، لفت هؤلاء الكسابة إلى “وجود وعي لدى المهنيين بأهمية الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف التقنيات الرقمية الجديدة، حيث إن الأمر في نهاية المطاف يتعلق بتجارة في رؤوس الأغنام والماعز يجب أن نبحث عن مشترين لها ونبحث لأنفسنا عن موارد، خصوصا عندما تكون هناك فرصة من أجل تجديد النسل وجلب أصناف أخرى”.
عبد الله هويرات، كساب من قلعة السراغنة، قال إن “كل هذه التحركات المهنية الجديدة تأتي مباشرة بعد فترة العيد، حيث هناك استعدادات من قبل المهنيين من أجل بداية الموسم الفلاحي المقبل الذي نأمل أن يكون ممطرا بما يسمح بالرفع من نسبة الكلأ بالمراعي وتجاوز غلاء الأعلاف وعدم كفاية الدعم الذي سيبقى مهما على الرغم من ذلك”.
وأكد هويرات لهسبريس أن “التقنيات الرقمية الجديدة تمكن من تجاوز كلاسيكية السوق المادية الأسبوعية، إذ صار بالإمكان أن يكون هناك تواصل بين الكساب أو المهني بصفة عامة وبين المشتري والراغب في اقتناء تصنيفات مختلفة من الماشية التي باتت اليوم تعرف أثمنة مرتفعة”، موردا أن “المجال الفلاحي بدوره يجب أن ينفتح على العالم الرقمي بما يساعده على تحقيق المردودية، على الرغم من صعوبة الوضعية”.
بدوره، قال محمد الشاوي، كسّاب من نواحي سطات، إن “الوضعية لم تعد تسمح بالبقاء فقط رهن إشارة عملية البيع والشراء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدا جليا أن إطلاق عروض للشراء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي مفيد للكسّابة ويساهم في تواصلهم مع مختلف المهنيين الراغبين في الحصول على ذبيحة على سبيل المثال من الجزارين”.
واعتبر الشاوي، الذي تحدث لهسبريس، أن “مهنيين في الوقت الراهن يحاولون من جديد إعادة هيكلة تركيبة مواشيهم، بعدما قاموا ببيع جزء منها خلال عيد الأضحى الماضي؛ فهناك اليوم من يريد اقتناء نعاج للرفع من المردودية الحيوانية، وهناك من يريد تغيير سلالات وجلب أخرى استعدادا للموسم المقبل.. ونتمنى أن تكون الظرفية المناخية مساعدة”.
وبيّن المتحدث أن “المهم كذلك هو أن يكون المهني على دراية بأن العالم عرف مجموعة من التطورات التي تفرض عليه مواكبتها من خلال الانفتاح على ما هو رقمي، حيث بين هذا الأخير فعاليته خلال أعياد الأضحى الأخيرة بعدما تم رقمنة العرض والتوصل بطلبات هي الأخرى رقمية عبر عنها مواطنون”.
على المنوال ذاته سار حميد بولانوار، مهني بقطاع تربية المواشي، والذي لفت إلى أنه “مباشرة بعد نهاية مناسبة عيد الأضحى سجلنا حركية بين المهنيين الذين يودون الاستعداد للموسم الفلاحي المقبل، حيث هذه الظرفية مهمة على الرغم من صعوبة الوضعية من أجل ضمان استعداد جيد للموسم المقبل الذي نرغب في أن يكون رحيما بنا”.
ونوه بولانوار، مصرحا لهسبريس، بـ”الانفتاح على ما تجود به الطفرة التكنولوجية، حيث لا يمكن التغاضي عن ذلك والاقتصار على الأسواق فقط؛ فقد لمسنا أن هناك إيجابيات يوفرها ذلك؛ بالنظر إلى أن هذه الظرفية هي التي تسبق بداية الموسم المقبل واستعدادا لعيد الأضحى كمناسبة كبرى سنوية”.
وأشار المتحدث إلى أن “عملية البيع والشراء لا يمكن أن يتم حصرها فقط في فترة الأضحية، حيث يجب أن يكون الكساب متابعا يقظا لكل تطورات السوق الذي يبدو اليوم غير مستقر بالنظر إلى آثار الجفاف”.
The post مربو المواشي يستعدون للموسم الجديد appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.