بعد مرور 11 شهرا على زلزال 8 شتنبر 2023، الذي خلف العديد من الضحايا والبنايات المدمرة، تتواصل عملية إعادة إعمار المناطق المنكوبة، مستحضرة توجيهات الملك محمد السادس “بتحقيق تطلعات الساكنة المحلية المتضررة، مع الحرص على احترام معايير الهندسة المعمارية، واستخدام مواد بناء ذات جودة التزاما بمعايير السلامة”؛ لكن يبدو أن “وتيرة هذه العملية لا تزال في حاجة إلى تسريع في بعض المناطق”، وفق متضررين تحدثت إليهم هسبريس.
وعلى الرغم من إقرار هؤلاء المتضررين بالجهود الحكومية المبذولة في هذا الإطار، فإنهم ما زالوا يعيبون “مجموعة من العقبات المادية والتقنية التي تحول دون بدء أو استكمال بعضهم لإعادة بناء منازلهم وتهدد ببقائهم فترة أطول داخل الخيام”، في وقت تعترف فيه مصادر جماعية بهذا البطء؛ غير أنها لا تنفي “مسؤولية بعض المتضررين أنفسهم”.
محمد بلحسن، منسق تنسيقية منكوبي الزالزال، سجّل بداية أنه “لا يمكن الجحود بما تبذله السلطات المحلية من جهود لتسريع إعادة إعمار المناطق المنكوبة؛ إلا أن طريقة تصريف هذه الجهود لم ترقَ إلى تطلعاتنا بعد”، مسجلا أن “وتيرة بناء المنازل تختلف من جماعة إلى أخرى، فهي سريعة في بعض الجماعات على غرار أمغراس وتيزكين ودار الجامع، وبطيئة نسبيا في بلدية أمزميز”.
وأضاف بلحسن، في تصريح لهسبريس: “عدد سكان البلدية المذكورة، الذين شرعوا في إعادة بناء منازلهم، يظل ضعيفا مقارنة مع حجم المتضررين، بسبب التأخر في تسليم رخص وتصاميم البناء، فضلا عن بطء عمليات إزالة الأنقاض الذي يفاقمه اضطرار آليات السلطات إلى التوقف عن إزالة الركام في بعض الأحياء التي تضم منازل يقطن مالكوها في مدن أخرى”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “بعض من باشروا عمليات إعادة البناء يشتكون بدورهم من إكراهات أخرى يتقدمها تأخر الزيارات التفقدية للمهندسين والتقنيين وتأخر صرف الدفعتين المتبقيتين من الدعم الخاص بإعادة الإعمار؛ ما يجعلهم يضطرون إلى الاقتطاع من مصاريف المعيشة اليومية لأجل إكمال إعادة البناء ريثما تصدر هذه الدفعات”.
ودعا منسق تنسيقية منكوبي الحوز إلى “التسريع بحل هذه الإشكالات لتفادي قضاء المشتكين سنة أخرى داخل الخيام، وأيضا محنة من اكتروا منازل في المدن القريبة بمبلغ المساعدة الاستعجالية بقيمة 2500 درهم، إذ لم تتبق سوى دفعة واحدة من هذا الدعم”.
وللاستفسار حول هذه المعطيات، ربطت هسبريس الاتصال بعلال الباشا، رئيس جماعة أمزميز، الذي أكد من جهته “أن وتيرة إعادة الإعمار في الجماعة لا تزال ضعيفة”، مشيرا إلى “أن مصالحها تقوم بكل ما يلزم من أجل تسريع هذه العملية، حيث تسلم تصاميم البناء فور تسلمها من العمالة وتدقيق المعلومات الشخصية لأصحابها”.
وأقرّ الباشا، في تصريح لهسبريس، بأن “كثرا من سكان الجماعة توصلوا بتصاميم البناء ودفعات الدعم، إلا أنهم لا يزالون يواجهون مشاكل في التواصل مع المهندسين المكلفين بملفاتهم؛ الأمر الذي يؤخر شروعهم في إعادة البناء”، مؤكدا أن “كل هذه المشاكل سنطرحها في اجتماعاتنا المقبلة مع العمالة ومختلف المتدخلين”.
ولفت المتحدث إلى أن “جزءا من مسؤولية تأخر عمليات إعادة الإعمار يقع على بعض المواطنين الذين يرفضون توصية اللجان التقنية بهدم منازلهم، ويطالبون بالاكتفاء فقط بالإصلاح”.
بخصوص جماعة أنكال، قالت نجية آيت محند، منسقة الائتلاف المدني لأجل الجبل بالمنطقة، إن “التقدم في أعمال إعادة الإعمار بالجماعة يختلف حسب الطبيعة الجغرافية لكل دوار على حدة”، مسجلة أن “وتيرة هذه العمليات سريعة في بعض الدواوير، على غرار إميسلي وأينغد؛ لأن الآليات استطاعت الولوج إليها لإزالة أتربة وأنقاض ومخلفات المنازل المتضررة من الزلزال، فضلا عن وجود أراض منبسطة لإعادة البناء”.
وأضافت آيت امحند، في تصريح لهسبريس، أنه “بالمقابل ما زالت العملية تعرف تعثرا وتلكؤا في دواوير أخرى، تبيّن أنه من المستحيل أن تلج الآليات إلى بعضها من أجل إزاحة الأنقاض؛ فيما اتضح أن إعادة البناء في المكان نفسه لبعضها الآخر غير ممكنة، ولذا فهي تواجه صعوبة في إيجاد مجال ملائم”.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن “مرور أحد عشر شهرا أمر كاف لتخبر السلطات بمختلف الوسائل التي تعتزم اتباعها لتجاوز المشاكل اللوجيستيكية والطبوغرافية التي جعلت الساكنة تعيش في حالة من اللايقين حول طول الفترة التي ستقضيها داخل الخيام”.
The post متضررون من “زلزال الحوز” ينادون بتخطي عقبات في عمليات إعادة البناء appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.