“جدل كبير” رافق مقطع فيديو لسائق سيارة أجرة، رفض “عناق زبون مع صديقته” أثناء نقلهما نحو وجهتهما؛ وهو ما دفع بعض المهنيين وحقوقيين إلى تأييد هذا الفعل ورفض “سلوك السب والشتم”.
وانتشر فيديو يظهر “خلافا حادا بين سائق سيارة أجرة وبين راكبين تعانقا داخل السيارة، مهددا إياهما بحملهما إلى الشرطة، وسط كلام نابٍ من طرفه”.
وانقسم نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الفعل بين مؤيد ومعارض، وقال أحدهم: “هذا سلوك مرفوض، ويظهر شعبا ليس له حس الرومانسية، والعواطف”.
في المقابل، اعتبر أحد النشطاء أن “هذا الفعل غير مبرر، طالما أن المغرب بلد إسلامي ومظاهر العناق غير مبررة في الأماكن العامة”.
وأيّد إبراهيم مقبول، سائق مهني بمدينة تمارة ونقابي في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، “رفض السائق سلوك الراكبين”، قائلا: “لا يمكن السماح بهذه المظاهر الغريبة عن بلادنا داخل سيارات الأجرة”.
وأضاف لهسبريس أن “العناق لا يمكن أن يسمح في المكان العام ببلد إسلامي”، مستدركا أن “رد فعل سائق الطاكسي لم يكن موفقا، لكنه مبررة”.
وتابع: “نرفض السب والشتم الذي صدر منه، وكان عليه تنبيههما بشكل لائق”، مؤكدا أن “الذهاب للشرطة يكون خيارا أخيرا، وفي حالات خطيرة، وليس العناق”.
وشدد المهني بالقطاع على أن “العناق داخل الطاكسي يرفضه المهنيون، ولا يمكن أن نسمح به لأننا دولة إسلامية، ويجب مراعاة السائق”، مشددا على أن “معالجة الأمر تتم بشكل لين”.
ولم يتم تحديد أية مدينة صدر فيها هذا الفيديو؛ لكن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا “الرباط موقع الحادث”.
واعتبر عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن “الحرية الشخصية تنتهي في الفضاء العام، ولا يمكن أن يتم التطبيع مع هذه الممارسات”.
وأضاف تشيكيطو لهسبريس أن ” الأمر لا يرتبط بالدين بقدر ما هو احترام للحريات العامة”، مستدركا بأن “ما قام به سائق الطاكسي من انفعال وسب وشتم غير مقبول تماما”.
وتابع: “في كل مرة يحاول فيها بعض سائقي الأجرة التفاعل مع وضع ما، تحضر المبالغة والانفعال”، مشددا على أن “معالجة الأمور بالسب والشتم وسوء التقدير بالذهاب للشرطة غير مقبول، والاحتجاج اللين من حق السائق في هذه الحالة”.
واعتبر الحقوقي عينه أن “التطبيع مع هذه الممارسات يمكن أن يحوّل سيارات الأجرة إلى (بورديلات)”، مشددا على أن “الحرية الشخصية تنتهي عند الحريات العامة، وعناق أو مستويات حميمية يمكن انتظار الذهاب إلى مرفق خاص للقيام بها، وليس الطاكسي”، وفق تعبيره.
واستدرك رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن “العناق يمكن أن يتم فهمه بشكل خاطئ، ولو تم ذلك بين رجل وزوجته أو أخ وأخته في الفضاء العام؛ وبالتالي في حالة سيارات الأجرة، يجب الانتباه إلى هذا الاحتمال، وإخبار أصحاب الفعل بسلاسة فقط”.
وحول تهديدهما بالذهاب للشرطة، شدد المتحدث سالف الذكر على أن “ذلك يكون في حالة رصد حالة حميمية ذات مستويات عالية، وليس العناق العادي، والذي يجب التصدي له بليونة”.
The post “عناق داخل طاكسي” يثير جدلا بالمغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.