بعنوان “تغريد الملائكة نهاية البشتون” يوقع الروائي والناقد محمد صولة أحدث أعماله الروائية، وهي ثالث رواياته المنشورة، بعد ديوانه “اشتعال الدم”، وإصدارات قصصية قصيرة جدا، وأخرى نقدية مهتمة بالمسرح والسينما المغربيين.
وقدمت “شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب” بالقنيطرة أحدث أعمال صولة، مقدمة قراءات شارك فيها إدريس الخضراوي، وأحمد الجرطي، وخالد زروال، وجواد المومني، والمصطفى كليتي.
وتنبه الروايةُ قارءها في ظهر غلافها إلى أن “بناء الحكاية ليس بالأمر الهين، إنه صنعة تعي عملية البحث عن الزمن الضائع، والكشف عن تلافيف ندرة الفجاءة، وترتيب منطق سردِ اللامتوقّع، إنه ممارسة دقيقة لعملية جراحية للواقع المتخيل أو متخيل الواقع، تخضع لهندسة تفصيلية تجمع بين أشكالها وأطرها ومدوناتها الأجزاء في الكليات، لتلبي رغبة دفينة طالما حاصرتها بداهة اليقين”.
ويقول صولة عن “تغريد الملائكة”: “في هذه الرواية يتغير كل شيء، وضعية الشخوص، تعدد السرد، تلاشي الأزمنة، انهدام الأمكنة، لا تلازُم الحكاية وما تحمله من خطاب، لأن البناء قاعدة، في حين أن التغيير استثناء؛ هكذا يتشكل خيط الحكي في السرديات الحديثة، إنها الرواية – التجربة، تخيط الذات بإبرة الجماعة، ولا تستقيم إلا بنبض الآخر”.
وفي تقديم عمله الروائي الجديد بالقنيطرة ذكر محمد صولة أن الرواية يتقاطع فيها الواقعي بالتراثي، والتخييلي مع الغرائبي، والشعري مع السردي، وتتداخل التقنيات من أجل “نص يعبر عن هوى صاحبه تجاه الواقع وما يمثله له (…) في لعبة التخييل الروائي، وتوليد مساراته الدلالية، وإستراتيجياته التواصلية”.
ومثل الظل الذي يتبع خطوات صاحبه ساعات القيظ تحدث الأديب عن تتبعه أنفاس شخوصه الروائية المتخيلة “وهي تمشي معه، تطرح أفكارها، تفككها، تحللها، تستنتج ما تصل إليه من استنتاجات، وتعود إلى وصايا الكبار”.
وتأتي هذه الكتابة “بعد محاولة الحفر الأركيولوجي في الذات، وغيرها”، وفق صولة، مردفا: “من نحن؟ ومن هو كل واحد منا؟ إذا لم نكن مركبا من تجارب ومعلومات وكتب قرأناها وأشياء تخيلناها. كل حياة هي موسوعة، مكتبة، مخزن، أشياء، سلسلة أساليب”، ثم استدرك: “لكن، يمكن أن يستبدل كل شيء باستمرار ويعاد تنظيمه بكل طريقة يمكن تصورها، لكن الجواب الأقرب إلى قلبي ربما كان شيئا آخر”.
ويرى الروائي ذاته أن “الكاتب لا يحكي مباشرة، بل القارئ هو الذي يكشف كل شيء بنفسه، انطلاقا من الكلمات والحركات والشخصيات، وغيرها”، وزاد: “بما أن الكتابة الروائية كتابة متحولة دائما فهي بالضرورة تأكيد للذات وانتمائها وهويتها، وسجل حافل بآليات التغيير الاجتماعي، ولا يمكن تجاوز كل هذه الاعتبارات إلا من خلال المتن الحكائي نفسه، وطرائق الحكي، وللنَّقد كلمته أيضا”.
وهذا العمل الروائي أيضا تفكير في الرواية شكلا، وتيمات، ولغة، وحكيا، وفق خاطّها، الذي يؤمن بأن الرواية الآن “تتعدد لغويا، تكسّر الشكل، وتحوّله إلى أرخبيلات، إضافة إلى تدريب المتخيل، وتوسيعه إلى ما لا نهاية”، في نوع من “الكتابة السردية” يعلن محمد صولة انتسابه إليها.
The post صولة: الكاتب ظِلُّ الشخوص الأدبية .. و”تغريد الملائكة” تُغيِّر عوالم الرواية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.