طالت “لعنة” اتحاد كتاب المغرب رابطة كاتبات المغرب، التي قالت “حركة تصحيحية” إنها أقالت رئيستها بسبب تعديلات غير قانونية، فيما تؤكد الرئيسة أن “النهج الذي اعتمدته المدعيات لا يسلك المساطر القانونية والإدارية”.
وفي ندوة صحافية، استقبلها السبت مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، قالت لطيفة المسكيني، باسم المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب المنبثق عن الحركة التصحيحية، إن “المكتب الجديد منبثق عن الحركة التصحيحية من طرف عضوات من المكتب التنفيذي يمثّلن ثلثيه”.
الندوة الصحافية بدأت بتقديم “أحر التعازي في الفقيد شهيد الأمة، الأستاذ إسماعيل هنية”، تزامنا مع المسيرة الوطنية التضامنية مع فلسطين التي استقبلتها العاصمة. وأضافت المسكيني أن “الحركة التصحيحية تأتي على يد ثلة من النساء الغيورات على هذا الصرح النسائي الثقافي، الذي كان دائما في خدمة أهداف سامية للرابطة في قانونها الأساسي والقانون الداخلي، منذ أيام الرئيسة الراحلة عزيزة يحضيه لإعادة الأمور إلى نصابها”.
وتابعت متحدثة عن “اختلالات وخروقات على المستويين التنظيمي والقانوني الخاصين بالرابطة، وتعتيم على بعض المعطيات الخاصة بالمكتب التنفيذي، من برامج ثقافية، ودعوم تلقتها الرابطة من الوزارات والجهات الشريكة، مع أحادية الرأي والتهميش، والإخلال بكل مواثيق العمل الجمعوي، وانزياح عن أهداف الرابطة الأساسية، ومحاولة إعطائها الصبغة التي لم تكن صبغتها الأساسية والرئيسية”.
وأكدت رئيسة “الحركة التصحيحية” أن رابطة كاتبات المغرب “همها الأول تجميع النساء المثقفات والكاتبات تحت صرح موحد، وخدمة هويتنا الثقافية المغربية، وقيمنا ومكتسباتنا التي تحققت عبر مسار طويل، بشراكة نساء ورجال”، قبل أن تضيف “لا عداء لنا، ولا موقف من الرئيسة السابقة، من غير مواقفها التي أخذتنا إلى الطريق المسدود، فالتففنا حول مبدأ التصحيح لإعادة البناء لا الهدم”.
وتابعت قائلة: “بعد وفاة الرئيسة السابقة كان المفروض أن تقوم مقامها رئيسة جديدة لتدبير المرحلة، من خلال مجلس الحكيمات (…)، فكان التكليف بمهام التسيير، لكن صار في الأمر رئاسة، وتغيير في القانون الأساسي للرابطة، وبتر جسم هام له قيمته بالنسبة للرابطة ومشهدنا الثقافي، فيه كاتبات أعطين الكثير من إبداعاتهن ووقتهن لبلدهن، هو مجلس الحكيمات، دون رأي المكتب التنفيذي، رغم أنه يضم رائدات، منهن رئيسته مالكة العاصمي، وعائشة بلعربي، ونجاة المريني، وزهور كرام، وأمينة المريني، ومثقفات كثيرات، وهو أعلى سلطة تقريرية، بعد الرئيسة، في الرابطة، والروح التي تقوّم مسار الأشياء إذا انزاحت عن طريقها”.
وأردفت “لقد غيّرت الرئيسة السابقة مجموعة من البنود في القانون الأساسي، رغم أن المقترحات ينبغي أن تكون بمؤتمر ومصادقة المؤتمِرات، والنقطة التي أفاضت الكأس هي ما وقع في أسا الزاك (…)، وقد أعوزتها الحكمة في تدبير الأمور”.
وتحدثت الندوة الصحافية عن المادة العشرين من القانون الأساسي لرابطة كاتبات المغرب، التي تنص على أن “الجمع العام الاستثنائي يعقد بطلب من ربع المنخرطات على الأقل، أو بطلب من ثلثي عضوات المكتب”، ومن سلطاته “تعديل قوانين الرابطة، وإقالة عضوات المكتب، والبت في كل مسألة طارئة أو آنية تدعو إليها الضرورة”. كما تطرق النقاش إلى بلاغين سابقين، ودعوة للتداول لم تُجب، مما “دعا إلى سحب الثقة، والإقالة من الرئاسة (…) غيرة على الوطن (…) ضد كل ما يشين المرأة المغربية المثقفة الفاعلة في الساحة الثقافية والمرأة أيا كانت صفتها”.
يذكر أن رابطة كاتبات المغرب عمّمت، اليوم السبت، بلاغا وقّعته رئيسة الرابطة بديعة الراضي، تقول فيه إن “رابطة كاتبات المغرب، على إثر ما تم تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من طرف ما يسمى بالحركة التصحيحية التي تدعي بأنها نصبت مكتبا لها باسم الرابطة في وضع نشاز ضد القانون العام المؤطر لسير عمل المجتمع المدني وضد الأعراف والأخلاق، خصوصا أن الأمر يتعلق بمنظمة ثقافية مبنية على أهداف كبرى في تخليق المجتمع الثقافي وتجويد الفضاءات الإبداعية، فإننا نخبر الرأي العام أن النهج الذي اعتمدته المدعيات لا يسلك المساطر القانونية والإدارية التي يفرضها قانون الحريات العامة بناء على ظهير 58، مما يعتبر خرقا سافرا وتشويشا على ما حققته هذه الهيئة الثقافية النسائية من نجاحات لم يكن بعضهن فاعلات فيها.”
وتابعت “هذا ما نعتبره كرئاسة وكمكتب تنفيذي معدل في الجمع الاستثنائي ليوم يوليوز 2024 تضليلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية التي نطالبها بالتحقق من الأخبار الواردة عليها (…) إننا في المكتب التنفيذي والمجلس الوطني وكافة الرئيسات على المستوى الوطني والفروع والجهات متشبثون بالشرعية لرابطات كاتبات المغرب في إطار القانون، ويبقى لنا الحق في اللجوء لجميع المساطر القانونية التي يخولها القانون المغربي.”
The post صراعات تطال رابطة كاتبات المغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.