سلمت السلطات الجزائرية، أخيرا، مجموعة من المعتقلين المغاربة إلى السلطات المغربية على دفعات؛ آخرها تسليم 20 معتقلا، الخميس الماضي، عبر معبر “زوج بغال” الحدودي.
وعلى الرغم من إثارة هذه الخطوة الأمل في نفوس العديد من العائلات المغربية التي تنتظر بفارغ الصبر أي خبر عن أبنائها المعتقلين في السجون الجزائرية، فإن الوضع لا يزال معقدا بالنسبة للعديد من الأسر التي لم تتلقَ بعد أية معلومات عن مصير ذويها؛ وهو ما يزيد من حدة القلق والاستياء، في ظل غياب التواصل الفعال مع السلطات الجزائرية.
وتُشير الأرقام المقدمة من طرف جمعية مساعدة المهاجرين في وضعية صعبة، المتتبعة لملف المهاجرين والمعتقلين المغاربة بالجزائر، إلى وجود المئات من المغاربة بسجون “الجارة الشرقية” بين من يقضون عقوباتهم الحبسية والسجنية المختلفة والمعتقلين احتياطيا أو في طور المحاكمة، فضلا عن المحتجزين إداريا في مراكز احتجاز مؤقت في انتظار ترحيلهم إلى المغرب.
وتتوفر الجمعية على ملفات 310 معتقلين وست جثث ينتظر ذووها تسلمها من أجل دفنها بأرض الوطن؛ من بينها جثتان لفتاتين من المنطقة الشرقية.
لكن من بين هؤلاء المئات هناك العشرات ممن انقطع الاتصال بينهم وبين أسرهم، لأسباب مختلفة؛ ما يجعل مصيرهم بالنسبة لذويهم مثار التساؤلات. وينطبق هذا الوضع على حالة الشاب “م.ق”، المتحدر من وجدة والذي تواصل أسرته اقتفاء أثره منذ ما يزيد عن 7 أشهر، حين قرر العبور إلى الجزائر بغرض الهجرة نحو أوروبا عبر سواحلها.
وفي تصريح لهسبريس، قال شقيق الشاب المختفي “إن الأسرة لا تعلم أي معلومة عنه منذ مغادرته البيت؛ غير أن العدد الكبير للمرشحين للهجرة المغاربة الذين ينتهي بهم الأمر في السجون الجزائري دفعنا إلى أن نرجح إمكانية وجوده هناك أيضا”.
وأضاف: “خلال الأيام الماضية، تابعت الأسرة الإفراج عن عدد من المعتقلين وتسليمهم إلى السلطات المغربية، وكنا قد عقدنا الأمل في أن يكون من بينهم؛ غير أننا خِبنا”، مستطردا بالقول: “إن كان في السجن فإننا لا نعرف المدة التي سيقضيها”.
وأخذا بالاعتبار المغاربة المفرج عنهم أخيرا من السجون الجزائرية، فإن العقوبات الحبسية التي قضوها تراوحت ما بين 6 أشهر و3 سنوات حبسا، فضلا عن 9 أشهر قضاها بعضهم رهن الاحتجاز الإداري في انتظار تسليمه.
الأمر مختلف بالنسبة للمغربي “ن.ب”، المتحدر من إقليم الناظور، والذي دخل الجزائر ليس بغرض الهجرة غير النظامية ولكن للعمل في إحدى المهن المطلوبة بهذا البلد، قبل أن تفقد أسرته الاتصال به لما يزيد عن سنتين.
وتعتقد أسرة الشاب أنه يقضي عقوبة سجنية حول قضية لا تعرف تفاصيلها، قائلة في تصريح لهسبريس: “تم إخبارنا من أحد المفرج عنهم السنة الماضية بأن ابننا يوجد بنفس السجن الذي قضى فيه مدة محكوميته؛ لكن دون أن نجد سبيلا للتأكد”.
وفي ظل غياب التواصل الرسمي بين الأسر المغربية والسلطات الجزائرية، تزداد معاناة هؤلاء العائلات التي تعيش في حالة من الترقب والانتظار.
The post رغم تسليم بعض الموقوفين .. الجزائر تحتفظ بمئات المغاربة وراء القضبان appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.