تحظى الفنون الصوفية والتعبيرات الدينية التقليدية، مثل المديح والسماع الصوفي، بإقبال كبير في صفوف المغاربة، ما يعكس عمق الترابط بين الناس والتراث الديني، والرغبة في الانغماس في التجربة الروحية والفنية في آن واحد، ما يجعلها جسرا بين أصالة الماضي ومعاصرة الحاضر.
وقال الفنان المغربي عبد الفتاح الخليطي إن فن المديح والسماع أصبح عليه إقبال كبير جدا في الآونة الأخيرة من طرف الشباب وجميع الفئات العمرية، رغم زخم موجة الأغنية العصرية الشبابية التي تغزو الصفحات في ظل العولمة، مضيفا أنه رغم ذلك فإن المغاربة يحبون فنهم الأصيل ومازالوا متشبثين به ويرغبون في تعلمه على طريقة الزوايا المغربية، وهو ما يشكل مسؤولية تقع على عاتقهم كفاعلين في هذا المجال ويكونون الناس فيه.
وتابع المتحدث ذاته بأن ظاهرة “الكورال” أصبحت موضة تغزو القاعات، وهو الأمر الذي يعتبره بادرة إيجابية، لأن المغرب بأكمله أصبح يتوفر على المجموعات الصوتية التي يتم تأطيرها من طرف أساتذة كبار من شمال البلد إلى جنوبه، وهذا ما يزيد إشعاعه.
وأبرز الخليطي أن إدراج فن الملحون ضمن التراث اللا مادي لليونيسكو يعد خطوة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، لأن جميع البيوت المغربية تعشق هذا الفن، وتتويجه بلقب عالمي يشكل مصدر فخر للجميع.
وعن حملات السطو التي يتعرض لها التراث المغربي أشار رئيس جمعية شمس المحبين للمديح والسماع الصوفي، في تصريحه لهسبريس، إلى أن الفنانين والفاعلين في هذا المجال يبذلون مجهودات كبيرة جدا من أجل الحفاظ على هذا الفن والتصدي لحملات السرقة التي تنسب الموروث الثقافي المغربي لها، موضحا أن المغاربة سيظلون معتزين بهذا الأخير ومتمسكين به ويشتغلون على تطويره وازدهاره.
The post خليطي: المغاربة يقبلون على فن المديح appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.