يخوض بعض النشطاء المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة رقمية لمقاطعة مدن الشمال هذا الصيف، ما أثار غضب فاعلين سياحيين، وسكانا بالمنطقة، معتبرين إياها “غير مبررة ومستهدفة، وتنطلق من حالات محدودة”.
ويسير موسم الصيف هذه السنة على وقع جدل يرافق أسعار المرافق السياحية بمدن شمال المملكة، وهو ما دفع بعضا من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى رفع “هاشتاغ”: “قاطعوا الشمال”، يتداولون فيه أسعار المقاهي، والمبيت، وغيرها من المرافق السياحية، مشتكين بذلك من “ارتفاعها”.
وفي المقابل رد نشطاء من أبناء المدن الشمالية بصور ومقاطع فيديو تظهر توافدا غزيرا للمواطنين المغاربة، وقال أحدهم: “ازدحام غير مسبوق على شاطئ واد لاو بتطوان، وضربة لأصحاب حملة قاطعوا الشمال”.
وتسير تبريرات أصحاب الحملة الرقمية نحو غلاء الأسعار الذي تعرفه مدن الشمال كل صيف؛ إذ تداول أحدهم فاتورة غداء وصل ثمنها إلى 960 درهما، وتداول آخر فاتورة بمدينة الحسيمة حيث وصل الثمن إلى 400 درهم، فيما نشر آخر فيديوهات تبين غياب أماكن بالشواطئ بسبب أصحاب “الباراسولات”.
وقال عبد النور الحسناوي، فاعل في قطاع السياحة بالفنيدق، إن “هذه الحملة غير مبررة، ولا يمكن أن تمس منطقة سياحية إستراتيجية تجذب الجميع”، وزاد: “يبدو أن دوافعها تذهب إلى إقناع الوافدين بالذهاب نحو مناطق أخرى، وهي مسألة في الواقع لا تثير غضب الشماليين، فهدفنا هو أن تستفيد كل المدن المغربية من السياح”.
وأضاف الحسناوي لهسبريس أن “منطقة الشمال معروفة تاريخيا بجذب السياح، بفضل خدماتها ومناطقها الطبيعية عالية الجودة”، مبينا أن “جودة الخدمات واجهت هذا الموسم ترديا في القدرة الشرائية للمواطن، وصرفا متأخرا لأجور الموظفين، وتكاليف عيد الأضحى، وهو ما أدى إلى تراجع في الوافدين، بدأ التعافي قبل يومين”.
وأورد النائب البرلماني عن دائرة المضيق الفنيدق أن “بعض الظواهر أصبحت بالفعل تسيء إلى الشمال المغربي، مثل أسعار غير مبررة لبعض الخدمات، وهو ما يستدعي مراقبة حكومية، وعقلنة من قبل الفاعلين، من أجل الحفاظ على جاذبية المدن الشمالية المعهودة”.
وأكد المتحدث ذاته أن “تكوين الموارد البشرية في مجال السياحة بالشمال أمر آخر جد مهم في الفترة الراهنة، للرقي بالخدمات”، مشددا على أن “توفر الموارد البشرية إلى جانب أثمان معقلنة، عوض بعض المظاهر التي جعلت المغاربة يذهبون نحو أوروبا، سيساهم في إبقاء الشمال وجهة المغاربة الأولى في الصيف”.
وفي مدينة الحسيمة، حيث جدل أسعار خدمات المقاهي مستمر في الصيف، أكد عماد بلحاج، كاتب فرع الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالحسيمة، أن “الأسعار وسط المدينة مناسبة، وفي المتناول، وعلى البحر يجب أن يراعي المستهلك جودة الخدمات المقدمة”.
وأضاف بلحاج لهسبريس أن حملة المقاطعة “موجّهة، ومستهدفة، إذ تتحدث عن حالات شاذة، وليس عن القطاع بشكل عام”، مؤكدا أن “الأسعار الكبيرة التي تظهر في مواقع التواصل الاجتماعي تهمّ مقاهي محدودة معروفة بجودتها، ومطلة على البحر؛ أما في مركز المدينة فالأسعار عادية وجد مناسبة”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “المستهلك الذي يزور الحسيمة أو مدن الشمال عامة عليه أن يعي أن الخدمات المقدمة له متنوعة، وليست محدودة، ويمكنه تفادي الأماكن الباهظة إذا غابت القدرة المالية، والذهاب إلى مناطق في وسط المدينة معروفة بأسعارها العادية”.
The post حملة تطالب بمقاطعة السياحة في مدن الشمال .. ومهنيون: استهداف غير مبرر appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.