جدّد “حزب النهج الديمقراطي العمالي” انتقادَه “تنظيم مهرجانات تافهة وبميزانيات ضخمة تكرس نهب المال العام وتبذيره أمام معاناة الشعب المغربي من الفقر والبطالة والهشاشة والعطش وندرة المياه التي تعاني منها عدة مناطق، وأمام المجازر المروعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف الكيان الصهيوني”، وفق تعبيره.
جاء هذا في أحدث مواقف اللجنة المركزية للحزب المغربي الماركسي اللينيني المعارض، الذي قال لجريدة هسبريس الإلكترونية أمينه العام جمال برّاجع: “مبرّرات هذا الموقف واضحة جدا؛ فبلادنا تعرف أزمة خطيرة وخانقة على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع أزمات متعددة من بينها أزمة العطش، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، ولسنا ضد الفن، لكن ضد صرف الملايير التي لا يستفيد منها الشعب حتى على مستوى المضامين في الرفع من ثقافته ووعيه وذوقه الفني، وما تنشره هو ثقافة التفاهة والإلهاء”.
وزاد المصرح: “من خلال المعطيات الواضحة، ثلثا المغاربة يعيشون في الفقر، وعدد كبير منهم يعيش تحت عتبة الفقر. وبالاعتراف الرسمي البطالة تزايدت لتصل إلى 13 في المائة، في رقم غير مسبوق، إذ كانت 11 بالمائة قبل سنتين؛ مع ما يترتب على ذلك من هجرة خطيرة للشباب، خاصة في فترة الصيف وتحسن الأحوال الجوية قليلا، ما يؤدي إلى انطلاق قوارب الموت نحو الضفة الأخرى للمتوسط، للبحث عن حياة كريمة”.
وواصل المتحدث ذاته: “نعيش أزمات متعددة من بينها أزمة العطش، وقد كنا نتكلم سابقا عن هذه الأزمة في مناطق مهمشة أصلا، مثل الجنوب والجنوب الشرقي والشرق، ومناطق قروية، بينما الآن نتحدث عنها في المناطق السهلية والساحلية، مثل دكالة، وهي مناطق تاريخيا لم تكن تعرف حدة العطش، فهي قرب السدود، وبها أودية، وهو ما امتد حتى إلى المدن التي منها ما ينقطع عنها الماء، مثل سيدي بنور، والجديدة، والزمامرة، مع جودة منخفضة تؤدي إلى اضطرار الساكنة إلى اقتناء الماء المعدني”.
وتابع براجع: “المغرب يُغرَق في المديونية، ونعرف أزمة الخدمات الاجتماعية، في الصحة والمستشفيات العمومية والمراكز الصحية المفتقدة للشروط الدنيا لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، والصعوبات والتعقيد الأكبر بعد نقل الفئات الهشّة من الاستفادة من نظام ‘راميد’ إلى ‘أمو’”، مردفا: “كان المواطنون على الأقل لا يدفعون شيئا إذا توفّروا على البطاقة، ورغم تأخر العمليات الجراحية حسب ضغوطات المستشفى إلا أنهم كانوا يجدون العلاجات والإسعافات”.
“أما الدعم الاجتماعي الذي أوهمت به الدولة الناس فنجد أن مجموعة لم تعد تستفيد منه، بسبب صعود مؤشّرها بسبب تعبئتها هاتفا أو توصّلها بتحويل مالي… وفي وقت ينبغي تخصيص الدولة خدمات اجتماعية ودعما للأسر نجد أن الأموال تذهب في مجموعة من المهرجانات والمجالات غير ذات الأولوية؛ وهو ما ينطبق أيضا على كيفية استضافة كأس العالم، ففي وقت نجد أن مسؤولي البرتغال يتعاملون بعقلانية وواقعية مع مقترحات التنظيم انطلاقا من واقعهم الاقتصادي المأزوم، وعدم إرادة التأثير السلبي على حياة المواطنين، نجد بالمغرب مليارات وديونا، واستهلاك قروض ائتمانية في مجالات غير منتجة وغير مستدامة”، يردف السياسي ذاته.
ومن دواعي انتقاد مهرجانات صيفية وفق براجع “ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع وحصار، بشكل فظيع جدا”، وزاد: “نتألم يوميا، وننام على المشاهد الرهيبة ونستيقظ عليها، ونعمل كقوى حية داخل المجتمع لندعم الشعب بما نستطيعه من مسيرات وفضح للحرب الإجرامية الصهيونية والدعم الإعلامي. ويسجل الشعب المغربي تضامنه مع القضية الفلسطينية كقضية وطنية، بينما رسميا مازال التطبيع في كافة المجالات، ومن آثاره فضيحة عميد كلية العلوم بالدار البيضاء، الذي رفض تسليم طالبة شهادتها لارتدائها الكوفية الفلسطينية، وشراء قمر صناعي من الكيان (…) العدو الذي يقتل الشعب الفلسطيني. وتركنا سفينة حربية له ترسو لدينا، علما أن مسيرة مليونية تاريخية شاركنا فيها وندّت بهذا”.
واسترسل المتحدث: “الشعب المغربي يناهض التطبيع (…) وعلينا الإحساس على الأقل بالانتماء الإنساني، فضلا عن أننا جزء من المنطقة وأن الفلسطينيين إخواننا وأخواتنا نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، فننظّم أنشطة معقولة دونَ بهرجة”.
ثم أردف الأمين العام لحزب “النهج”: “تؤلمني الاحتفالات المبهرجة، وتمادي المسؤولين المغاربة في سياستهم التطبيعية وسياسة صم الآذان، وإغلاق الأعين تجاه مطالب الشعب المغربي؛ ويبدو أنهم أناس يعيشون واقعا مغايرا لواقع الجماهير الشعبية”.
وختم جمال براجع تصريحه لهسبريس بالقول: “لسنا ضد الفن، بل ضد الفن التافه الذي ينشر الهبوط والسقوط، ويؤخّر ولا يطور، لأن دوره الإلهاء والتغطية على الواقع وإظهار ‘العام زين’ وأن ‘المغاربة ناشطين’، وتضييع الميزانيات الضخمة جدا، وحتى لو أتى جزءٌ منها من المستشهرين فإن هذا لا يبرر تضييع أموال المغاربة التي ينبغي أن تصرف في الاتجاه الإيجابي”.
The post حزب “النهج” ينتقد تنظيم مهرجانات appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.