ارتفاع متنام في استخدام الدراجات الكهربائية في التنقلات اليومية من قبل المواطنين لا يمكن أن تخطئه الأعين في شوارع المدن المغربية، يوازيه ازدياد في الفرص الاقتصادية التي تتيحها “التروتينيت”؛ فبعد أن أغرى رواجها مجموعة من الشباب بفتح محلات لصيانتها وتركيبها في السنوات الأخيرة، ها هي تدفع آخرين إلى تطوير تطبيقات رقمية للوساطة بين مؤجريها والمكترين.
أصحاب التطبيقات المذكورة، الذين يكثفون في الأسابيع الأخيرة حملاتهم الترويجية على مواقع التواصل الاجتماعي، يوضحون أن رقمنة كراء الدراجات الكهربائية تأتي رغبة في تقريب هذه الخدمة من المواطنين، الذين تجاوزوا استعمال “التروتينيت” بغرض التنقلات النفعية إلى توظيفها في التنزه في الفضاءات العمومية، وكذلك “خلق فرص دخل محترم لفائدة الشباب العاطل عن العمل”.
ورغم أن أثمان كراء الدراجات الكهربائية تبدأ من 20 درهما للساعة، حسب نوعية وجودة الدراجة المعروضة، فإن أصحاب التطبيقات يلفتون إلى أن ارتفاع الإقبال المرجو من “معقولية الثمن” يصطدم ببقاء هاجس الثقة حاضرا، خصوصا لدى الأشخاص مالكي الدراجات الكهربائية.
عماد الفشتالي، الذي أطلق تطبيقا لكراء الدراجات الكهربائية قبل ثلاثة أشهر، قال إن “هذا التطبيق جاء ليساير الإقبال المتنامي من قبل المغاربة على الدراجات الكهربائية، التي لم تعد بالنسبة إليهم مجرد وسيلة تنقل إلى مكان الدراسة أو العمل، بل أيضا وسيلة للتجول رفقة الأصدقاء وأفراد الأسرة”، مضيفا أن “كراء الدراجات الكهربائية يعد حلا اقتصاديا، خصوصا لمن لا يريدون استخدامها سوى في التجول بغرض التنزه في أوقات الفراغ أو في عطلة نهاية الأسبوع”.
وأضاف الفشتالي، في تصريح لهسبرس، أن “التطبيق الذي يضم حتى الآن 1500 مستخدم يعرف إقبالا متناميا من قبل من يرغبون في اكتراء الدراجات الكهربائية، رغم أن هذا الإقبال يصطدم بهاجس الثقة، الذي يظل حاضرا بقوة بالنسبة للأشخاص الذين ينوون كراء “التروتينيت” الخاصة بهم”.
وحسب الفشتالي، فغرض هذه التطبيقات هو “توفير الوقت لمن يريدون تأجير الدراجات الكهربائية لأنها تسمح لهم بحجزها من التطبيق دون الحاجة إلى إضاعة ساعات من البحث عن وكالات الكراء، الذي قد ينتهي أحيانا بالاصطدام بنفاد الدراجات الكهربائية المخصصة للكراء، وفي تطبيقنا، على سبيل المثال، يمكن الحجز من الوكالات المنتشرة في مدن مغربية عديدة مثل مراكش والدار البيضاء وأكادير والرباط”.
“وللتطبيق أيضا بعد اجتماعي، حيث ينشد توفير دخل محترم شهريا للشباب العاطلين عن العمل، خصوصا المنتمين إلى أسر محدودة الدخل، عبر تمكينهم من كراء دراجاتهم الكهربائية بأثمنة معقولة لا تقل في الغالب عن 20 درهما للساعة، حسب جودة ونوعية هذه الدراجات”، يضيف الفشتالي، لافتا إلى أن “الدخل الشهري لبعض الشباب الذين يؤجرون التطبيق قد يتراوح بين 1500 و2000 درهم شهريا”.
واستحضر المتحدث أن “الدراجات الكهربائية عموما وسيلة للإفلات من الازدحام داخل الحافلات والتمتع بحرية كبرى في التنقل، عدا عن كونها وسيلة صديقة للبيئة”، لافتا إلى أن “هذا ما يجعل تطبيق كراء هذه الدراجات فكرة مبتكرة لقيت اهتمام عدد من الفاعلين، وهو ما تجلى في منحنا مساحة للعرض في معرض جيتكس إفريقيا”.
The post تطبيقات كراء الدراجات الكهربائية تخلق فرصا للشباب العاطل بالمدن المغربية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.