يطرح تضرر إنتاجية الزيتون بالمغرب بفعل توالي سنوات الجفاف الكثير من التخوفات في انتظار أرقام المردودية التي يرتقب الكشف عنها في الخريف المقبل. فمن بين هذه التخوفات ذلك التخوف المتعلق بارتفاع أثمنة زيت الزيتون على مستوى السوق الداخلية؛ في حين أن تخوفا ثانيا يتعلق بالصناعة، حيث إن تراجع المردودية الوطنية يرتقب أن يؤثر كذلك على نشاط مصانع التعليب التي توفر منتجاتها للسوق الداخلية والخارجية كذلك، بما يؤثر على فرص الشغل كعلاقة رياضية مباشرة.
وسبق لهسبريس أن تواصلت مع فلاحين متخصصين في زراعة الزيتون، خصوصا بإقليم السراغنة المعروف بإنتاجيته الوطنية الكبرى في هذا الصدد دائما، والذين لفتوا إلى أن “الجفاف وتراجع حجم المياه المخصصة للسقي أثرا بشكل راهني على إنتاجية أشجار الزيتون، بما سيؤثر بشكل مباشر على الأحجام التي سيتم جنيها خلال شهري أكتوبر ونونبر المقبلين”، موضحين أن “ارتفاع ثمن زيت الزيتون وارد لا محالة”، حسب تعبيرهم.
ودفعت هذه الوضعية الوزير الوصي على القطاع الفلاحي، السبت الماضي، إلى مجالسة ممثلي فيدرالية صناعة المعلبات والمنتجات الفلاحية للمغرب FICOPAM بهدف النقاش حول “تدابير دعم حماية الصناعات الغذائية وسلسلة الزيتون”.
ولفتت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إلى أن سياق الاجتماع “يتسم بتعاقب سنوات الجفاف المؤثرة بشدة على إمدادات وحدات الإنتاج وسياق دولي يتسم، بشكل خاص، بالتضخم وارتفاع أسعار المدخلات والمنافسة في الأسواق الخارجية”.
على النحو ذاته، “تم الاتفاق بين الوزارة والمهنيين على عدد من التدابير لضمان تزويد السوق الوطنية بمنتجات الزيتون في ظروف جيدة، وحماية الإنجازات في أسواق التصدير والحفاظ على القدرة التنافسية لمنشآت المغرب”، أضافت الوزارة، مؤكدة أن الأمر يتعلق “بضمان الحصول على المواد الأولية في ظروف جيدة للحفاظ على القدرات الإنتاجية لقطاع التحويل”.
هذا إلى جانب “إنشاء آليات لمكافحة القطاع غير المهيكل والمضاربات التي تعيق حسن سير سوق منتجات الزيتون، وتسريع تنفيذ المرسوم الذي يحدد مواعيد موسم حصاد الزيتون اعتبارا من الموسم المقبل، بالتشاور الوثيق مع المهنيين، مع الحفاظ على آليات الحد من مبيعات منتجات الزيتون ذات القيمة المضافة المنخفضة، وتسريع نشر النصوص المتعلقة بتنفيذ مقتضيات عقد البرنامج 2023-2030 لسلسلة الزيتون، لا سيما تحفيزات تنويع الصادرات”.
وزكّى بوبكر بوعياد، رئيس الفيدرالية المغربية لصناعات تعليب المواد الفلاحية المعروفة اختصارا بـ”فيكوبام”، ما جاء في بلاغ للوزارة، إذ أوضح أن “المهنيين في هذا الصدد يراقبون الوضع، حيث نقوم نحن في الأساس بالتصنيع اعتمادا على المواد الفلاحية”.
وأكد رئيس “فيكوبام” أن “المصانع تواجه صعوبة في التزويد بالمواد الأولية التي تبقى نادرة، حيث يظل هذا المشكل الذي يواجه التصنيع”، موردا أن “الأمر بمثابة عملية منطقية، حيث إن قلة التساقطات المطرية تعطي بشكل مباشر نقصا في المنتوج الأولي؛ وهو ما يعطي بدوره نقصا في عدد ساعات العمل على مستوى المصانع النشيطة في هذا الصدد”.
وعلى هذا النحو، بيّن المتحدث أن “الاجتماع عرف تبادل مجموعة من المقترحات مع الوزارة”، لافتا في جوابه حول مسألة التصدير إلى أن هذه العملية مستمرة خلال الوقت الراهن؛ لكن بوتيرة متوسطة، وليست متوقفة بشكل نهائي”.
في هذا الصدد، تطرح الفعاليات الاقتصادية النشيطة في مجال التعليب والتصبير تساؤلات حول سُبل تجاوز هذه الوضعية، على اعتبار أن تضرر سلسلة الزيتون بالمغرب بفعل الجفاف يعني مباشرة تراجع الإمدادات بالسوق بما سيجعل المصانع المشغلة لعدد مهم من اليد العاملة تقلص من عدد ساعات العمل؛ وهو ما يمكن أن يؤثر على مردوديتها، وبالتالي التأثير على فرص الشغل ما لم يتم توفير المواد الأولية المطلوبة بانتظام.
The post تراجع محاصيل الزيتون يهدد مردودية مصانع التصبير وفرص الشغل بالمغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.