يتمتع إقليم الحسيمة بشواطئ ناضحة بجمال طبيعي آسر؛ ما يجعلها نقطة مهمة لجذب السياح والزوار الذين يفضلون السكينة في الأجواء الشاطئية والإنصات إلى ارتطام الموج بالنتوءات الصخرية أو انقلابه على رمال الشواطئ الذهبية.
هناك من المصطافين من يختار الاستمتاع بالشواطئ القريبة من المدينة، وهناك من يفضل التلذذ بروائع الطبيعة البحرية بعيدا عن الازدحام والضوضاء، خاصة عشاق المغامرات والطبيعة العذراء.
ففي السنوات الأخيرة، أخذت بعض الشواطئ التي كان لا يعرفها إلا القليل من الناس شهرة وطنية، على الرغم من صعوبة الولوج إليها لعدم توفر الطرق المعبدة. هذه العزلة جعلت من هذه الشواطئ وجهة مثالية للزوار والباحثين عن الهدو؛ كشاطئ ثايذوين بقرية ثاوسارت بجماعة الرواضي والمعروف بـ700 درجة، وشاطئ بومكسوذ، وشاطئ مكرم، وشاطئ ثقيت.
إذا كان الوصول إلى الشواطئ المذكورة صعبا عبر الطرق البرية الوعرة، فإن شواطئ أخرى تمتاز بجمال أخاذ مخفية بين جبلين والوصول إليها لا يكون إلا عبر القوارب؛ وهو ما يجعلها ملاذا مثاليا لعشاق السكينة ونقاء المياه . من بين هذه الشواطئ هناك ثرانكا، وثارخسونت، وشاطئ جبرون.
واصطفى محمد عبد المالك، ابن مدينة تطوان من أفراد الجالية، رفقة مجموعة من أصدقائه زيارة شاطئ ثايذوين أو المعروف بـ700 درجة، في مغامرة فريدة لاكتشاف هذا الشاطئ العصي على الوصول، موضحا أنه معجب بمؤهلات إقليم الحسيمة التي طالما اختار شواطئها القريبة من المدينة وجهة سياحية خلال العطلة الصيفية.
وسرد أن الشغف كان يستبد به لزيارة المكان كلما رمق صوره في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب ذلك عبر أن هذه الرحلة كانت ممتعة ومسلية له ولأصدقائه الذين عاشوا مغامرة الطريق إلى الشاطئ، حيث الوصول إليه يتطلب قطع مسافة طويلة على الأرجل فضلا عن نزول 779 درجة، معتبرا أنه من أجمل الشواطئ المغربية والمتوسطية التي زارها.
وعن جمالية الحسيمة، قال السكناوي الغلبزوري، نائب رئيس جمعية ملتقى شباب الألفية للسياحة والتنمية بالحسيمة: “في الحقيقة إن الحسيمة حباها الله بموقع جغرافي متميز، يمكن القول إنها التقاء الجغرافيا والتاريخ؛ وهو ما منح لها مؤهلات طبيعية وثقافية يمكن أن تشكل عناصر جذب سياحي قوي”.
وأوضح نائب رئيس جمعية ملتقى شباب الألفية للسياحة والتنمية بالحسيمة أن هذا الموقع الجغرافي على الساحل الجنوبي لحوض البحر الأبيض المتوسط، بجباله وخلجانه وغاباته، كان أيضا مسرحا لتفاعلات إنسانية ولتواصل حضاري متميز.
من جهة أخرى، نبه الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن “المنتوج السياحي بالحسيمة ظل نمطيا، وربما تقليديا، ومحصورا في السياحة الشاطئية”، مضيفا: “قد تكون السياحة هي النواة الأساسية لأي إقلاع بالمنطقة، نظرا لما يتوفر عليه الإقليم من شواطئ ومقومات على هذا المستوى. كما أن المطلوب هو تنويع العرض السياحي بمنتوجات جديدة ترتبط بالثقافة والبيئة والتراث، والتي من شأنها زيادة استقطاب السياح بشكل قوي، على اعتبار أن هذه المقومات الثقافية والتاريخية والتراثية تتضمن في ذاتها عناصر جذب سياحي خاص بالمنطقة”.
وتابع السكناوي الغلبزوري: “اليوم لا يمكن نكران أو تجاهل الجهود المبذولة لتعزيز جاذبية الحسيمة سياحيا، سواء على مستوى البنية التحتية ومؤسسات الإيواء أو على مستوى ربط الإقليم بمحيطيه الجهوي أو الوطني، وحتى على مستوى ترميم مجموعة من المواقع الأثرية والتاريخية، التي يمكن أن تساهم في تنويع المنتوج المحلي”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن من بين معيقات تطور القطاع “غياب برامج التقائية، وضعف الفاعل السياحي المحلي، ما يجعل السياحة رهينة فترة موسمية؛ الشيء الذي يحد من مساهمة هذا القطاع في التنمية مقارنة بالمؤهلات المتوفرة”.
وتبقى الحسيمة، جوهرة ومنارة المتوسط، من بين وجهات الاصطياف الأكثر إقبالا من لدن السياح المغاربة والأجانب، وكذا مغاربة العالم، فريدة بشواطئها وجبالها، مرحبة بناسها وثقافتها.
The post بين البحر والجبل .. الحسيمة وجهة مثالية في العطلة الصيفية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.