قام فريق بحث أكاديمي في الصحة العمومية بكندا ينتمي لجامعة ماكماستر بإنجاز دراسة تحليلية لمختلف الدراسات العلمية التي نشرت بالمملكة ما بين 2000 و2022 حول موضوع صحة الأم والطفل، جرى تضمين نتائجها في وثيقة من 40 صفحة نشرت حديثا.
الوثيقة تحدثت عن أن المغرب بمثابة تعبير عن قصة نجاح رسمية في مجال الصحة الإنجابية، بعدما حقق الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية الألفية موازاة مع تراجع منسوب وفيات الأمهات بحوالي 35 في المائة ما بين 2010 و2016، وفقا لنتائج المسح الوطني للسكان وصحة الأسرة ووعد المملكة بخفض وفيات الرضع.
وحقق الباحثون الكنديون في عدد مهم من البحوث العلمية حول صحة الأم والأسرة، المنشورة بالفرنسية والإنجليزية، وتوصلوا إلى أن الباحثين المغاربة كانوا وراء إعداد حوالي 81,9 في المائة منها، متبوعين بالأوروبيين بواقع 9,7 في المائة، تلاهم الأمريكيون بحوالي 7,5 في المائة، في حين إن حوالي 69,1 في المائة من هذه البحوث العلمية تمت صياغتها بالإنجليزية و30 في المائة بالفرنسية، مع غياب تام لأي منشور علمي باللغة العربية.
وجاء ضمن الدراسة سالفة الذكر حول البحث العلمي بخصوص صحة الأم والطفل أن “هناك تباينا في التوزيع الجغرافي لهذه الأبحاث، إذ استحوذت جهة الرباط-سلا-القنيطرة على 27,9 في المائة منها، تبعتها جهة الدار البيضاء-سطات بحوالي 18,9 في المائة، ثم مراكش-آسفي بحصة 16,7 في المائة، وفاس-مكناس بنسبة 9,2 في المائة من إجمالي البحوث، في الوقت الذي لم تخضع مناطق للدراسة قط خلال 22 سنة الأولى من الألفية الجديدة”.
المصدر ذاته ذكر أنه “بعد إقامة المستشفيات الجامعية بكل من مراكش وفاس ووجدة، ارتفع عدد الدراسات العلمية حول موضوع الصحة والأم بالجهات التي تمثلها، في وقت تمحورت الدراسات المنجزة بالمغرب حول 34 موضوعا، بما فيها الإجهاض والإيدز والرضاع الطبيعية والسكري وأمراض النساء وعلم الوراثة وصحة حديثي الولادة، إلخ”.
كما بيّن أن “مناطق جغرافية وتجمعات سكانية لم تتم تغطيتها بالدراسات العلمية التي جرى القيام بها على مدار 22 سنة، بما يمكن أن يقدم دليلا حول هذه المناطق بغرض دمجها في البحوث العلمية المقبلة التي تهم صحة الأم والطفل”، معتبرا أن “عدد الأبحاث نما ثلاثة أضعاف خلال النصف الثاني من المدة الزمنية المذكورة كدليل على إعطاء الحكومة الأولوية لصحة الأم ضمن خطط العمل الصحية الوطنية الثلاث الرابطة ما بين 2008 و2025 بهدف تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية”.
دراسة الباحثين الكنديين أشارت إلى أن “مواضيع البحث تغيرت بشكل كبير من مواضيع تنظيم الأسرة والولادة إلى مواضيع أخرى خلال الـ 11 سنة الثانية كنتيجة لانخفاض معدلات وفيات الرضع بفعل تحول نسبة من الولادات إلى المرافق الطبية، في حين إن الوفيات التي سجلت اتضح فيما بعد أنه كان بالإمكان تجنبها”.
كما لفتت الدراسة إلى أنه “على الرغم من التحسن الكبير في المؤشرات الصحية الخاصة بالمرأة والطفل، إلا أن هناك تفاوتات صحية جغرافية لم تعالج بشكل كاف ضمن الأبحاث المنشورة، إذ اتضح وجود تفاوتات بين المناطق الريفية والحضرية وتجاهل رصد المناطق الجغرافية المهمشة بالدراسات، في الوقت الذي تركزت معظم الأبحاث في المناطق الحضرية والمستشفيات العامة المزودة بشكل جيد في المناطق ذات الدخل الأعلى، في حين تم تجاهل المناطق القروية الأقل نموا التي لم تتم دراستها بما يكفي”.
وأوصى الكنديون بـ”توسيع نطاق البحوث الصحية ليشمل جغرافية متنوعة ويعالج المواضيع التي لم يتم بحثها بشكل كاف، مع ضرورة الانفتاح على مناهج متعددة التخصصات لتحسين فهم القضايا الصحية وتحقيق التقدم الشامل، والدعوة إلى سياسات جديدة وإصلاح النظام الصحي والرفع من العدالة الصحية ودعم رعاية الأشخاص في وضعية إعاقة”.
وخلص الباحثون الكنديون إلى “الحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تركز على تجارب النساء والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لهن، فضلا عن القيام بتقديم خريطة شاملة للبحوث الصحية حول صحة الأمهات والرضع في المغرب، وتحديد الفجوات الحالية واقتراح مجالات جديد للدراسة لتحسين النتائج الصحية في المستقبل”.
The post باحثون كنديون يشرحون الأبحاث العلمية حول “الصحة الإنجابية” في المغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.