رافقت فتوى المجلس العلمي الأعلى حول جواز صعود الحجاج المغاربة إلى عرفة مباشرة دون المرور من منى تساؤلات وانتقادات نشطاء اعتبروا أن الأمر “مس بالحج ومناسكه”.
وفق فتوى المجلس، فإن “هذا المرور من منى، وهو مرور مستحب، يجوز تركه إزالة لما تبين بالتجربة من المشقة الفادحة للحجاج وهم مقبلون في اليوم الموالي على الركن الأعظم؛ وهو الوقوف بعرفة”.
يعد المرور من منى (يوم التروية) أحد مناسك الحج، بجانب الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة والمبيت بعرفة ورمي جمرة العقبة والهدي والتحلل وطواف الإفاضة ورمي الجمرات أيام التشريق وطواف الوداع وإتمام الحج.
وانتقد نشطاء مغاربة جواز صعود عرفة دون المرور بمنى، وقال أحدهم: “حتى مناسك الحج قاموا بخوصصتها”؛ فيما تساءل بعضهم عن “وجود تغييرات في مناسك الحج بما يشمل باقي دول العالم الإسلامي”.
ودافع خبراء وباحثون في الشأن الديني عن صحة الفتوى، التي جاءت وفق تعبيرهم، “مراعاة للظروف الحارة التي يعرفها طقس الحج”.
وقال عبد اللطيف الوزكاني، باحث في الشأن الديني، إن “الفتوى صائبة، ومن عاش أجواء الحج ولمس معاناة الوصول إلى منى يعلم جيدا ضرورة خروج المجلس العلمي بهذه الخلاصة”.
وأضاف الوزكاني، في تصريح لهسبريس، أن أعضاء المجلس العلمي هم “مختصون، وعلماء وفقهاء لهم من المكانة العلمية البارزة على المستوى الدولي”، مشيرا إلى أن “الفتوى أشارت إلى أن مرحلة منى هي مستحبة، وبالتالي بغيابها لا يجعل الحج باطلا”.
وتابع: “الدين الإسلامي جاء لحفظ الأبدان قبل الأديان، وظروف الحج الحالية تتزامن مع ظروف تجعل خروج هذه الفتوى أمرا صائبا وتصب في المصلحة البدنية والدينية”.
وجاءت هذه الفتوى، وفق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بطلب من اللجنة الملكية للحج في موضوع صعود الحجاج المغاربة إلى عرفة مباشرة يوم التاسع من ذي الحجة دون المرور من منى يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)”.
واعتبر لحسن سكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيرات- تمارة، أن “هذه الفتوى تراعي أحوال الحجاج الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى منى يوم التروية والإقامة بها طوال اليوم”.
تأتي هذه الفتوى مراعاة أيضا لمن لم يتمكنوا، وفق سكنفل في تصريح لهسبريس، من “صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا ثم صلاة الصبح يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) للانتقال بعدها إلى عرفة وصلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا وسماع خطبة عرفة والوقوف على صعيده الطاهر إلى ما بعد غروب شمس ذلك اليوم، ثم النزول بالمزدلفة وصلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا في طريق العودة إلى منى لقضاء يوم النحر (10 ذو الحجة) وأيام التشريق (11-12-13) لرمي الجمار”، حسب تعبيره.
وأضاف سكنفل، في تصريح لهسبريس، أن “النزول بمنى يوم التروية (8 ذو الحجة) مستحب ولا شيء على من لم يتمكن من ذلك لكثرة الازدحام وطول الانتظار حتى ينقضي الليل كله مما يحدث عناء وتعبا لدى الحجاج، ولهذا جاءت هذه الفتوى مراعاة لأحوال الحجاج الذين لم يتمكنوا من النزول بمنى يوم التروية”.
وأكد المتحدث عينه أن “هذه الفتوى لا تسقط الذهاب إلى منى يوم التروية لمن قدر على ذلك وتمكن منه، سواء بالسير على الأقدام أو استعمال وسائل النقل؛ لأن هذا اليوم من أيام الحج والتي هي: يوم التروية (8 ذو الحجة)، يوم عرفة (9 ذو الحجة)، يوم النحر (10 ذو الحجة)، أيام التشريق (11-12 ذو الحجة) للمتعجل و(11-12-13) لغير المتعجل، لقول الله تعالى: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ) سورة البقرة الآية 203”.
The post باحثون في الدين: فتوى المجلس العلمي تحفظ الأبدان وتراعي ظروف الحج appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.