قرر باحثون في الشأن البيئي والمناخي أن يُدخلوا حصول محطة الداخلة لتوليد الكهرباء على شهادة “إيزو 14001″، نسخة 2015، لإدارة البيئة، ضمن “تكريس المغرب لالتزاماته الدولية في العمل المناخي، انطلاقا من تأهيل الأقاليم الصحراوية الجنوبية”.
واعتبر الباحثون الذين تحدثوا إلى هسبريس أن “التوجه المغربي في هذه المناطق من التراب الوطني، التي تعرف نزاعا مفتعلا، لا يهمل ما هو بيئي؛ بالنظر إلى المشاريع الكثيرة المشيدة هناك في القطاعين العام والخاص”.
وتسلح هؤلاء الباحثون في هذه “الخلاصة” بكون هذه الشهادة التي حازتها محطة الداخلة، بعد أن اجتازت بنجاح مهمة افتحاص شملت جميع العمليات الإدارية والتشغيلية وكذا الداعمة، مثلما جاء في بلاغ للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ليست الأولى من نوعها؛ فهي تأتي بعد نيل محطة طانطان (115,5 ميغاواط) الشهادة نفسها في مارس 2023، ومحطة العيون (93 ميغاوات في فبراير 2024.
“دلالات مناخية”
مصطفى بنرامل، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، عبأ هذا الأمر بـ”دلالات مناخية واضحة”، لكونه “الثالث من هذا النوع”، وقال: “شهادة “إيزو 14001” تعتبر أحد أهم وأقوى شهادات إدارة البيئة على المستوى العالمي، وحائزة على مصداقية كبيرة لدى الفاعلين الأمميين وغيرهم من المختصين في قضايا المناخ؛ فهي تعكس التزام الهيئات بحماية النظم البيئية”، مشددا على أن “هذا ما يحاول المغرب أن يكرسه انطلاقا من الأقاليم الجنوبية وغيرها من المشاريع الوطنية”.
وأورد بنرامل، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “المغرب ملتزم بتفعيل اتفاق باريس من أجل خفض الانبعاثات الغازية، وعلى الخصوص تحسين جودة الطاقات الحرارية الموجودة بمختلف مناطق المغرب، عكس الدول العظمى المصنعة”، مبينا أن “هذه الشهادة تكشف أن هذه المحطات ملتزمة باعتماد معايير الجودة البيئية”، وزاد: هذه المعايير تأخذ بعين الاعتبار الجانب التدبيري للمحطة وأيضا الجانب الإيكولوجي والمناخي في ما يخص المواد المستعملة أو المخلفات”.
وشدد رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية للتنمية والمناخ على أن “التصور الاستراتيجي واضح؛ وهو الاستفادة مما تتيحه الطبيعة البيئية لأقاليمنا الجنوبية وتكييف مختلف المشاريع التنموية مع هذه الخصوصية، لأن هذه الشهادة ستجعل محطات الداخلة والعيون وطانطان مراقبة من طرف شركات وهيئات، باعتبارها تتوفر على نوع من الخصوصية كمحطات صديقة للبيئة ولا تؤثر على المحيط”، خالصا إلى أن “هذا سيكون مهما لضمان تعزيز جاذبية المشاريع الاستثمارية التي لا تتعارض مع التوصيات المناخية”.
“تكريس مغربية الصحراء”
رشيد فاسح، رئيس جمعية بييزاج للبيئة، قال إن “حصول ثلاث محطات تقع في الأقاليم الجنوبية على هذه الشهادة هو توجه استراتيجي على أعلى مستوى، ولا يعني قطاعا أو مؤسسة عمومية معينة”، مشيرا إلى أن “المغرب أخذ على عاتقه تنمية أقاليمه الجنوبية في إطار العدالة المجالية مثل بقية المناطق الأخرى، وهي المشاريع التي تمخضت ضمنها أيضا توصيات مناخية بضرورة مراعاة الخصوصية التي تتوفر لدى التكوين المناخي بالصحراء المغربية”.
وأورد فاسح، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “استثمار المغرب في مشاريع راهنية وتخضع لنقاشات يومية متعلقة بـ’مذبحة المناخ’ هو تكريس لمغربية الصحراء وجعل النقاش بخصوص النزاع المفتعل وحلم الانفصال البائد وهم تاريخي بلا أي أفق معياري”، مشددا على أن “المنتظم الدولي يواكب القيمة البيئية التي أصبحت عليها المشاريع الطاقية وغيرها في المناطق الصحراوية، وهذا يدخل ضمن توجه رسمي للتنمية الشاملة على مستوى جميع مناطق المغرب”.
ولفت المتحدث إلى أن الأقاليم الجنوبية أصبحت “نموذجا” بحكم الثروة الشمسية والريحية التي تزخر بها، مضيفا أن هذه المشاريع التي تحظى بمصداقية دولية ستساهم تدريجيا في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية الخاصة بالتحول الطاقي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ وبالتالي تقليص الفاتورة الطاقية، خالصا إلى أن “هذه الشهادات المتواصلة تؤكد للعالم أن المغرب على أعلى مستوى لديه مخطط، وأن هناك عملا قاعديا في مجال التنمية المستدامة؛ وهذا مهم على المستوى الدولي، يبين أن الدولة سائرة في مشاريعها ومنخرطة انخراطا كاملا في مجال التنمية المستدامة”.
The post المغرب يلتزم بالمخططات المناخية في مشاريع إعادة تأهيل الأقاليم الجنوبية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.