في كل فصل صيف، يتجدد نقاش بين مهنيي الصحة حول الخصاص السنوي الذي تعرفه عادة مخزونات الدم بالمغرب في المراكز المختصة بجمعه ومعالجته ومن ثمة إعادة توزيعه لأغراض يوحّدها هدف إنقاذ حالات مستعجلة في حاجة ماسة إليه.
فترة العطل الصيفية التي تعرف ذروة الحركية في السير على الطرقات بشكل يُحيل مباشرة إلى ارتفاع في عدد حوادث السير، فضلا عن حاجة ذوي الأمراض المزمنة إلى هذه المادة الحيوية، تدفع إلى التساؤل عن “واقع الإقبال على التبرع بالدم” في فصل الصيف مع كثرة الطلب على المادة الحيوية وسط مناشدات ترتفع بهدف تكثيف حملات تزويد المراكز المختصة وضمان مخزون كاف، خاصة في أماكن تجمع المواطنين.
في هذا الصدد، أوضحت الدكتورة إكرام شهبون، مسؤولة عن التحسيس والتواصل بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، أن “مختلف مراكز تحاقن الدم على الصعيد الوطني بمختلف جهات المملكة تعرف، خلال هذه الفترة كباقي فترات العطل، تراجعا مهما في عدد المتبرّعين”.
وأرجعت شهبون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، هذا المعطى الدال إلى “انشغال المواطنين بالعطلة والاستجمام؛ في حين أن عدد الطلبات على أكياس الدم يرتفع بشكل ملحوظ بازدياد ضحايا حوادث السير –لا قدر الله-، الذي ينضاف إلى الحالات المزمنة التي هي في حاجة مستمرة إلى أكياس الدم”.
حسب إفادات مسؤولة التواصل والتحسيس بالمركز الوطني المختص في مبحث الدم، “يتسبب هذا التراجع في تراجع وانخفاض مخزون الدم الذي قد يصل إلى مستويات لا تتعدى 3 إلى 4 أيام؛ في حين أنه من المفروض أن تتوفر مراكز تحاقن الدم على مخزون يفوق 7 أيام حتى يتسنى لها تلبية جميع الحاجيات من مشتقات الدم”.
ولفتت المسؤولة ذاتها إلى أن “مراكز تحاقن الدم تعمل جاهدة من أجل تجاوز هذه الأزمة، بتنظيم حملات مكثفة للحث على التبرع بالدم خارج المراكز؛ وخاصة في الأماكن التي تعرف اكتظاظا للمواطنين، لا سيما في الشواطئ والمهرجانات ومناسبات التجمعات الفنية مثل المواسم وما شابه”…
ومن خلال التصريح ذاته، لم تفوّت شهبون أن تذكّر بدعوة المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم “كافة المواطنين المغاربة للتوجه إلى مراكز تحاقن الدم القريبة منهم أو إلى نقاط التبرع بالدم المنظمة في مجموعة من المناطق حتى نُمكِن المرضى من الاستفادة من الأكياس اللازمة من الدم التي تعد بالنسبة لهم الأمل الوحيد للحياة أو الاستمرار في الحياة”.
وشددت المتحدثة للجريدة على أن “الاشتغال لتوفير هذه المادة ومشتقاتها في مراكز تحاقن الدم مستمر لا يفتر على طول السنة؛ غير أن فترة الصيف تبقى حَرجة أكثر بشكل يدعونا إلى تكثيف الجهود وتنويع الحملات في الزمان والمكان وتوسيع دائرة المستهدفين بالتبرع”.
“نحاول ما أمكن تكثيف حملات التبرع بالدم، خاصة في الأماكن والتجمعات التي ينتشر بها المواطنون، سواء من المقيمين بالمغرب أو بالخارج”، خلصت شهبون مبرزة بالقول: “ننسق بشكل أساسي مع فعاليات من المجتمع المدني، وكذا عبر حملات ومناشدات في وصلات عبر وسائل الإعلام بمختلف وسائطها وفي صفحات الشبكات الاجتماعية”.
The post الصيف يقلص أعداد المتبرعين بالدم appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.