حرّك لقاء الجمهور المغربي الثاني المرتقب مع المطربة المصرية الراحلة “الستّ” أم كلثوم، بتقنية “الهولوغرام”، شهيّة الفاعلين المغاربة للمناداة بتكريس هذه التجربة في الحقل الغنائي؛ واستدعاء رواد الأغنية الوطنية الذين غادروا دنيا الناس وتركوا أغانيهم خالدة وسارية في الأذواق الموسيقية؛ وهو ما اعتبره بعض الفنانين تجربة تساهم في “إشباع النوستالجيا”.
التجربة المغربية
محمد الأشراقي، فنان موسقي باحث في الفنون والثقافة، قال إن “هناك أسماء مغربية تستدعي أن ندخل معها إلى مجال تجريب الهولوغرام الذي يعدّ شكلاً هلاميّا طارئا يغني مشهدنا الثقافي والشكل الذي نقدم به صناعتنا الغنائية والثقافية”، مسجلا أن “تقديم نموذج لمغربي راحل لديه جماهير واسعة، كأحمد البيضاوي وأحمد الغرباوي وحميد الزاهر، سيكون شاهدا على أن الرواد القدامى مازال فنّهم حيّا وينتظر من يلتفت إليه”.
وأضاف الأشراقي، في تصريح لهسبريس، أن “هناك حالة شوق كبيرة لفنانين مغاربة عالميين رحلوا عنا إلى دار البقاء”، مبرزاً أن “الهولوغرام يعيد شيئا منهم إلينا دون أي عراك مع قدر الموت، فالأجساد غادرت دنيانا محمّلة بأرواحها، ولكن توقيعاً فنيّا فريداً يمكنه أن يكون خالداً، وأن يعجب به جيل بعد جيل، خصوصاً أن الجيل الحالي لديه ألوان غنائيّة يستهلكها، وهناك أشخاص يستمعون إلى التحف المغربية الكلاسيكية الخالدة في الراديو والتلفاز والأنترنيت، ولهذا فتجربة هولوغرامية لا يمكن أن يقابلها الرفض أو عدم الإقبال”.
وسجل المتحدث سالف الذكر أن “هذه التقنية تعيد بعض الوجوه الخالدة فنيا إلى الخشبة، وهي مسألة ستكون في صالح الأغنية المغربية وفي صالح الرواد والجمهور أيضا”، مضيفاً أن “هذا ما سيزرع الروح في موروث غنائي مغربي وسيعكس غنى تجربتنا في المجال”، وزاد: “هي تجربة تزرع الروح من جديد في إرث وطني نخشى أن يندثر وسط التعبيرات الغنائية الشبابية التي لا أحد يعترض عليها، لكننا مع إنصاف الموروث الغنائي”.
“إشباع النوستالجيا”
الفنان والباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي قال إنه “لا خلاف في كون توسيع تجربة الهولوغرام لتشمل فنانين مغاربة قضوا نحبهم سيكون أمرا مثيرا للغاية، وهو مبني على إشباع إحساس النوستالجيا الذي يحس به كثيرون نحو زمان مضى، سواء عاشوه فعلا أو ترسخ في أذهانهم من خلال كثرة الاستماع، أو مما حكي لهم”، مردفا: “يمكن انطلاقا من تجربة ‘الست’ أن نطمح إلى توسيعها لتكون مصدر جلب للجمهور ومركزا لاهتمامه، كما عشنا ذلك في موازين، إذ نفدت التذاكر بسرعة قياسية”.
وتابع الخلوفي في تصريح لهسبريس: “بناء على ما سبق ينبغي أن نستحضر في اختياراتنا مدى قدرة الأسماء المختارة على جلب الجمهور وإغرائه، لأن المسألة في المبدأ والمنتهى مرتبطة بقانون العرض والطلب، وباستثمار في جلب تقنية الهولوغرام المكلفة، وعليها أن تضمن ربحا في نهاية المطاف”، مؤكدا أن “مجموعة من الأسماء يمكن أن تدخل في هذا السياق؛ فسهرة تستحضر الفنان الرقيق محمد الحياني، ويستمتع فيها الجمهور بـ’راحلة وقصة الأشواق وأنا حر وبارد وسخون والجرح برا وما كاين باس’ ستكون فيها كل بهارات النجاح”.
وتحدّث المصرح ذاته عن أن “سهرة تستعيد الرائع إبراهيم العلمي، وتستعيد معه ‘هذا شحال وياللي صورتك بين عيني ومساك مساك ويا الناسي وخليني بعيد ويا الساخي بي’، وغيرها، ستكون مثيرة، وسهرة تستحضر شخصية الحاجة الحمداوية بروائعها لا شك أنها ستكون جديرة بالاهتمام وستلقى الإقبال اللازم”، خالصا إلى أنه “جميل أن نستعيد روائع ‘الست’ في حفلات مقبلات، لكن ينبغي لفت الانتباه إلى كون أسماء غنائية مغربية رحلت عن عالمنا يمكنها أن تفتح شهية الجمهور لحضور حفلاتها بتقنية الهولوغرام ثلاثية الأبعاد”.
The post “الحفلات الهولوغرامية” تلفت الانتباه إلى جيل الرواد في الأغنية المغربية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.