أسدلت الجزائر الستار على قطيعة دبلوماسية مع الأمانة العامة للاتحاد المغاربي باستقبالها، الأحد المنصرم، طارق بن سالم، الأمين العام الجديد، وأكدت على “استعدادها لمد يد العون إليه في أداء مهامه”، وهو ما أثار تساؤلات عن مصير التنسيق الثلاثي مع تونس وحكومة ليبيا.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الجزائرية عبر “فايسبوك”، الأحد 21 يوليوز الجاري، فيديو استقبال الوزير أحمد عطاف، الأمين العام الجديد للاتحاد المغاربي، التونسي طارق بن سالم، بالعاصمة الغانية أكرا، في لقائه الثالث مع الدول المغاربية، بعد المملكة المغربية، وليبيا.
وقال المصدر ذاته: “جدد الوزير أحمد عطاف تهانيه للسيد طارق بن سالم إثر تعيينه أمينا عاما لاتحاد المغرب العربي، منوها في السياق ذاته بالخيار الصائب لتونس الشقيقة التي اقترحت لهذا المنصب دبلوماسيا محنكا يشهد له تمسكه والتزامه تجاه القضايا التي تعني المنطقة المغاربية؛ كما أكد له أن الجزائر ستمد له يد العون في أداء مهامه خدمةً لتطلعات ومصالح الشعوب المغاربية”.
مصير التنسيق
وعاشت الجزائر أزمة سياسية مع الأمين العام السابق للاتحاد المغاربي، الطيب البكوش، بعد تعيين المغربية أمينة سلمان ممثلة دائمة للاتحاد المغاربي بالاتحاد الإفريقي؛ وإثر هذا التعيين هاجمت كلا من الرباط، والمفوضية الإفريقية، في بيان صحافي رسمي، لكن دون إحداث أي تأثير.
وفي أبريل المنصرم عقد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مع نظيره التونسي، قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، اجتماعا مغاربيا ثلاثيا، غاب عنه المغرب وموريتانيا، وسط شكوك حول تأسيس “تكتل مستقل”.
ودعا تبون بعد نهاية الاجتماع الذي ناقش بشكل أكبر موضوعات الهجرة غير الشرعية إلى عقد لقاءات مماثلة بشكل دوري، فيما يغيب إلى حدود اللحظة تاريخ هذه المواعيد.
العمراني بوخبزة، خبير في العلاقات الدولية، اعتبر أن “اللقاء مجرد بروتوكول يلزم الأمين العام الجديد بعقد اتصالات مع خارجيات الدول المغاربية، فيما التنسيق المغاربي الثلاثي كان خطوة غير ناجحة منذ الأول وليس حتى الآن”.
وأضاف بوخبزة ضمن تصريح لهسبريس أن “التكهن وقراءة مواقف الخارجية الجزائرية دائما كان صعبا”، بالنظر إلى “المزاجية وغياب الرؤية الإستراتيجية في التعامل مع القضايا الإقليمية”.
وأكد المتحدث عينه أن “الاستقبال الذي تم الأحد غير واضحة معالمه، فيما علاقة الجزائر بهذه المنظمة المغاربية، التي تبقى رهينة تجاذبات، أصبحت تتجاوز العلاقة المتوترة بين المغرب والجزائر، لتصل إلى جمود واضح في مختلف الآليات التي تشتغل بها”.
النية الجزائرية
كان وزير الشؤون الخارجية، والتعاون الإفريقي، والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، استقبل طارق بن سالم. وأكد بيان صحافي رسمي نشر في صفحة الاتحاد المغاربي على “فيسبوك” “التطرق لسبل دعم عمل مؤسسة الأمانة العامة وتطوير هياكلها من أجل إعطاء مزيد من النجاعة والفاعلية لأنشطتها على الساحة المغاربية، والإفريقية، والمتوسطية”.
وأورد المصدر ذاته أن الوزير بوريطة أكد على “دعم المملكة المغربية الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، مثمنا دورها في التنسيق بين الدول الأعضاء لدعم التبادل في المجالات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية”.
ومؤخرا في ماي المنصرم تأسف الملك محمد السادس، في خطاب ألقاه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بالقمة العربية التي انعقدت بمملكة البحرين، لـ”عدم قيام الاتحاد المغاربي بأدواره”.
ويقول بوخبزة إن “تعيين أمين عام جديد للاتحاد هو أمر إيجابي، لكن الرهان عليه في هذا الوقت غير مكتمل، طالما أن المؤسسات التي يشتغل بها الاتحاد غير مفعلة”.
واتفق لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية، مع “غياب مؤشرات واضحة حول نية الجزائر بشأن إعادة بناء علاقات طيبة مع الأمانة العامة للاتحاد المغاربي”.
وأضاف أقرطيط في حديث لهسبريس أن الجزائر تمتلك “سجلا أسود مع هذا الاتحاد، من خلال أجندات يغيب فيها التعاون، والدعم”، موضحا أن “اللقاء الذي تم في غانا غير واضح، وليست له دلالة سياسية استشرافية”.
وبخصوص مصير التنسيق المغاربي الثلاثي أوضح المتحدث عينه أن “الجزائر أضرت الدول التي اجتمعت معها من خلال هذا التنسيق، وبالتالي لم ينجح تماما”، خاتما: “قول عطاف بدعم بلاده الأمين العام الجديد لا يستطيع أحد تأكيد صحته في الواقع”.
The post استقبال الجزائر الأمين العام للاتحاد المغاربي يسائل مستقبل “التنسيق الثلاثي” appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.