يشهد تأهيل ساحة تاوريرت (جامع الفن) بمدينة ورزازات، الذي انطلق منذ يوليوز الماضي، تعثرا ملحوظا في وتيرة الإنجاز، ما أثار قلق الساكنة والفاعلين المحليين بشأن مصير هذا المشروع الحيوي الذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ 38 مليون درهم.
وحسب الاتفاقية الخاصة بالمشروع، التي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن مبلغ مساهمة وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي في إنجازه منذ سنة 2021 إلى 2024 بلغ 20 مليون درهم، مقابل مساهمة المجلس الإقليمي لورزازات في الفترة نفسها بـ 6.5 ملايين درهم، وجماعة ورزازات بـ 3.5 ملايين درهم، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات بـ 8 ملايين درهم.
وفي هذا الإطار أكد عبد المولى أمكسو، عضو مجلس جماعة ورزازات، أن “الجماعة الترابية لمدينة ورزازات أوفت بالتزاماتها المالية وفق الجدولة المحددة”، مشيرا إلى تحويل المساهمات في مواعيدها خلال شهري ماي 2023 و2024.
وأضاف أمكسو: “نتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير في أشغال قصبة تاوريرت وتأخر إطلاق صفقة الأشغال المبرمجة بمحاذاة قصر أيت بن حدو”، وزاد: “هل يكمن المشكل في عدم وفاء المساهمين بالتزاماتهم المالية أم إن هناك أسبابًا أخرى تحول دون تقدم هذا المشروع المهم؟”.
من جانبه قال عبد الرزاق أيت علي، فاعل جمعوي بمدينة ورزازات: “نتابع بقلق تأخر الأشغال الذي يؤثر سلبا على الحركة السياحية بالمدينة”، مضيفا: “نطالب بتدخل عاجل من السلطات المختصة لتجاوز هذا التعثر وتنزيل أوراش تنموية كبرى في هذه المدينة التي أصبحت تتراجع يوما بعد يوم في كل المؤشرات”.
وأوضح الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “ساحة تاوريرت تعد معلمة تاريخية وسياحية مهمة، وتأخر أشغال تأهيلها يضر بصورة المدينة وجاذبيتها السياحية”، وحمل المسؤولية للمؤسسات العمومية التي “لم تنفذ التزاماتها المالية تجاه هذا المشروع”، داعيا وزارة الداخلية في شخص عامل الإقليم إلى “فتح تحقيق في الموضوع لترتيب الجزاءات”، وفق تعبيره.
“مدينة ورزازات أصبحت تشبه قرية منسية ومهمشة، ليس فقط بسبب تأخر إنجاز المشاريع، بل أيضا بسبب غياب مشاريع تنموية كبرى قادرة على انتشال الشباب من البطالة وبراثن الفقر والحاجة”، تقول السعدية مجبر، طالبة باحثة من المدينة ذاتها، مؤكدة أن “ماضي الحاضرة أصبح أفضل من مستقبلها”، وفقها.
وأضافت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أنه “من العيب والعار أن تنطلق الأشغال في مشروع وبعد مرور أشهر تلاحظ أنه يراوح مكانه، كأنه ليس هناك من يراقب”، موردة: “أشغال إنجاز ساحة الفن والساحة المحيطة بقصبة تاوريرت حددت مدتها بين 4 أشهر و5 أشهر، ونحن اليوم تجاوزنا 6 أشهر على انطلاقتها ولم تصل بعد إلى المراحل النهائية”، ومؤكدة أن “الوتيرة التي تسير بها المشاريع في ورزازات تحتاج إلى إعادة النظر”.
وفي تصريح رسمي أكد مصدر مسؤول بمدينة ورزازات أن “السلطات الإقليمية تواكب عن كثب تقدم الأشغال بساحة تاوريرت، وتعقد اجتماعات دورية مع مختلف المتدخلين لتتبع المشروع والوقوف على الإكراهات التي تعيق تقدمه”.
وأضاف المصدر ذاته، في تصريح خاص لهسبريس، أن “لجنة تقنية مختصة تعمل حاليا على تقييم وضعية تقدم الأشغال وإيجاد الحلول المناسبة لتجاوز مختلف العراقيل، مع الحرص على احترام معايير الجودة المطلوبة في إنجاز هذا المشروع الحيوي الذي سيساهم في تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة”.
The post إعادة تأهيل ساحة تتعثر بوارزازات appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.