بين طرب الآلة الأندلسي المغربي والموسيقى الكلاسيكية الألمانية للمؤلف الموسيقي فاغنر وأنشودتين عربية ومغربية، كان جمهور المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط ليل أمس السبت على موعد مع الحفل الختامي لـ”مجموعة الأكاديمية” التي تقودها المغربية منية رزق الله، عازفة الكمان وأول امرأة أسند إليها موضع بارز في أوبرا برلين الألمانية.
الحفل انطلق بحوار بين الكمان والقانون وغناء لأحد روائع الموشحات الأندلسية موشح لسان الدين بن الخطيب “جادك الغيث”، والرائعة الصوفية “أيها العاشق معنا حسننا .. مهرنا غال لمن يطلبنا” المختلف في نسبتها.
فرقة “الأكاديمية” عرف الحفل الختامي لدورتها الثامنة مشاركة عازفين أحدهما من أوركسترا فيينا والآخر من الأوركسترا الفيلهارمونية المغربية، وعزفت في الحفل “مريم مريمتي”، وأوبرا من أوبرات فاغنر مع أقلمة لها لتؤدى بلا كلمات، قبل أن ينضم العود إلى المسرح والجلابيب والطرابيش المغربية الحمراء، في مزج بين الموسيقى الأندلسية والموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، ليكون الختام بأغنية “نداء الحسن ينادي”، أولى أغاني “المسيرة الخضراء” التي عادت بموجبها الأقاليم الجنوبية إلى باقي أراضي المملكة.
ويتوج هذا الحفل تكوين موسيقيين شباب مغاربة، اختيروا في تجربة أداء، بالمركز الثقافي تابريكت بسلا، وانضموا إلى مجموعة “الأكاديمية” من أجل “الوصول بأدائهم الموسيقي إلى الإتقان” بعد “تدريب فردي خاص بكل منهم، وتكوينات جماعية يؤطرها عازفون كبار بأوركسترات عالمية”.
وأوضحت “مجموعة الأكاديمية” أن برنامج هذه السنة التكويني قد شهد تأطير موسيقيين شباب مغاربة على أيدي مدربين محترفين من المغرب وألمانيا والنمسا وتركيا وفنزويلا وفنلندا.
وفي افتتاح الحفل، قالت منية رزق الله إنه “الموعد ما قبل الأول للاحتفال بعيد العرش، من أجل تكريم ملك البلاد في السنة الخامسة والعشرين من الحكم؛ وهو موعد لم يكن ليحدث دون دعم وزارة الثقافة والشباب والتواصل ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج وأكاديمية المملكة المغربية”. كما تحدثت عن شراكة جديدة تجمع هذا البرنامج التكويني بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وذكرت مايسترو الموعد الفني أن هذا التكوين يتيح “لقاء أناس خارجين عن المألوف، ويمكن من خلق روابط في عالم هش فاقد للمعالم”. ويحتفي الموعد ذاته بغنى التراث الموسيقي المغربي والعربي والأوروبي، بوصفها موسيقى مهمة جدا.
الإعلامي والكاتب وديع دادا تحدث، من جهته، في افتتاح الحفل عن “الذكاء الصناعي” ووجهيه؛ فهو يخلق “جنات افتراضية”، لكن في عالم الموسيقى على سبيل المثال “يبقى محدودا، ويكاد يكون إنتاجه دون رائحة”.
وتابع: “في الإبداع الفني والثقافي، تظهر محدودية الذكاء الصناعي، ومثل هذه الأنشطة تذكرنا بأن ذكاء الإنسان وحواسه وأحاسيسه غير قابلة للاستبدال”، داعيا إلى الانتباه إلى “الاختلاف بين الذكاءين”، و”جعل مكان للإحساس، دون اعتدال”.
The post أوبرا “فاغنر” تتغنى بـ”نداء الحسن” appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.