مع ارتفاع أسعار الدجاج لتقارب الـ30 درهما للكيلوغرام الواحد، يفكّر عدد من مهنيي المطاعم، خاصة أصحاب محلات الوجبات السريعة، في زيادة في الأسعار لتغطية “التكاليف”.
وحسب مصادر مهنية، فإن نقاشا مستفيضا حصل بين بعض أرباب المقاهي والمطاعم، بعد تسجيل ارتفاع في أسعار الدجاج مؤخرا، مؤكدين أن “زيادة سعر الوجبات المقدمة التي تحتوي على هذه المادة لا مفرّ منه”.
وبينما اشتكى المهنيون أنفسهم من ضعف الإقبال هذا الصيف، راقب في المقابل بعض من أصحاب محلات الوجبات السريعة سعر الدجاج المرتفع باعتباره مادة أولية أساسية، معلنين هم أيضا عن “قرب إقرار الزيادة في أسعار الخدمات في حال استمرار الوضع على ما هو عليه؛ فيما تريّث آخرون من ذلك، خوفا من خسارة الزبائن”.
ويتشبث مربو دجاج اللحم بمبررات تأثير الجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج لتسويغ الزيادة الأسعار هذا الصيف.
وقال أحمد بفركان، المنسق الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، إن “الرفع من أسعار الوجبات بالمطاعم، التي تشمل مادة الدجاج، أمر معقول تماما”.
وأضاف بفركان، في تصريح لهسبريس، أن المهنيين الذين يقدرون على تحمّل تكاليف ارتفاع سعر الدجاج “سيبقون الأسعار كما هي”؛ أما الغالبية التي لا تستطيع ذلك “فالزيادة هي الحل”.
واعتبر المهني بالقطاع أن “ارتفاع أسعار الدجاج بالسوق الوطني زاد من معاناة القطاع، الذي يعرف عبء تكاليف الإنتاج”، لافتا إلى أن “سعر الدجاج ليس وحده من ارتفع؛ بل إن كل ما يتعلق بالمطعمة ارتفع بهذه البلاد”.
وشدد المتحدث عينه على أن “لا حلّ أمام أصحاب المطاعم، خاصة الوجبات السريعة، سوى الزيادة في أسعار الوجبات المتعلقة بالدجاج”، مبينا أن “تراجع الإقبال أيضا دافع لإقرار زيادة شاملة”.
واشتكى بفركان من “حصار التكاليف هذه السنة؛ ومع الزيادة في الدجاج، توجد مطاعم ومقاه على شفا الإفلاس”، وفق تعبيره.
وبالنسبة لسهيل المترجي، صاحب محل للوجبات السريعة بمدينة مراكش، فإن “الزيادة في سعر وجبات الدجاج لا مفرّ منه، إذا استمرت الأسعار هكذا في السوق المحلية”.
وأضاف المترجي، ضمن تصريح لهسبريس، أن هذه الزيادة خلقت “حالة من الارتباك بالنسبة له، حيث لا يعرف هل يخفض كمية الدجاج في كل وجبة ويتلقى شكاية الزبائن أم يرفع السعر لكل وجبة ويتلقى من جهة نفور المستهلكين”.
وزاد: “خفض الكمية مرجّح بسبب ارتفاع التكاليف، وأيضا في حالة رغب أصحاب المحلات الحفاظ على الأسعار؛ لكنها متوقّع أن لا تلقى إقبالا من مستهلكين اعتادوا على كمية أخرى”.
وتابع صاحب محل للوجبات السريعة بمدينة مراكش أن “استمرار ارتفاع سعر الدجاج في السوق لن يضعه سوى أمام خيّار المغامرة برفع الأسعار بما يسمح بتغطية التكاليف المرهقة؛ أولها مصاريف الكراء وفاتورة الماء والكهرباء، ومن جهة تراجع الإقبال”.
على صعيد آخر وفي مدينة تطوان، لا يفكّر عبد الكريم بقال، صاحب محل للوجبات السريعة، في إقرار الزيادة بسبب ارتفاع أسعار الدجاج، قائلا: “اتخاذ هذا القرار سيعمّق تراجع الطلب بقوة”.
وأضاف بقال لهسبريس أن أسعار الدجاج الحالية “أثقلت كاهله بقوة، متبوعة بالعديد من التكاليف الأخرى من المواد الأولية الأساسية”، مستدركا بأن “رفع الأسعار في الوجبات سيضر المستهلك، الذي في الأصل يعاني جيبه، ومن جهة سيضع صاحب المحل في مواجهة نفور المواطن”.
وشدد المتحدث عينه على أن “الإقبال هذا الصيف متراجع من قبل المواطن في تطوان، وعدد محدود من الزبائن يحجّ إلى محله”، مؤكدا أن “رفع الأسعار مغامرة واضحة”.
The post أصحاب المطاعم و”السناكات” يتذرعون بغلاء الدواجن لزيادة الأسعار appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.