بعنوان “إبراهيم أخياط.. مسار نضالي من أجل الهوية الأمازيغية”، أصدر “أرشيف المغرب” عددا خاصا من مجلته حول رائد الدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين، ترافعا مدنيا وكتابة وعملا مؤسساتيا.
يأتي هذا الإصدار الجديد بعد معرض نُظم سنة 2023 لأرشيف الرائد الراحل سنة 2018، بوصفه “من رموز ‘القضية الأمازيغية’ الذين مهدوا الطريق لإعادتها إلى الفضاء العمومي والتعليمي والرسمي والاعتراف بها دستوريا”.
وشكرت مؤسسة إبراهيم أخياط للتنوع الثقافي أرشيف المغرب والقائمين على سيرورتها، لتكريم العلم الراحل “بالمعنى الثقافي والتاريخي للكلمة”. كما شكرت المؤسسة كل الأساتذة الذين أدلوا بشهاداتهم؛ جامع بيضا، مدير أرشيف المغرب، أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والأستاذة فاطمة بوخريس، والحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويحيى شوطا، المسؤول الأسبق عن ملف الأمازيغية برئاسة الحكومة”.
وقدّم أرشيف المغرب “المسار النضالي لإبراهيم أخياط” بأنه يمكن اعتباره “اختزالا لتاريخ الحركة الأمازيغية”؛ التي كانت بمختلف هيئاتها وتقديراتها “حركة ضاغطة لإعادة تقويم الذاكرة الهوياتية الوطنية من أجل مغرب متعدد الثقافات ومتنوع المشارب الطبيعية والإثنية”.
واهتم الأرشيف الوطني بأخياط منذ وعيه المبكر بضرورة صيانة الثقافة الأمازيغية ولسانها وحرفها، موروثا مغربيا وشمال إفريقي، ودعوة لدفع الاستلاب، وحضر في الحديث عنه تراكم عمله في الدفاع عنها عبر عقود، إلى جانب أعلام آخرين، وتصوره الذي عبر عنه في تكريم له: “القضية الأمازيغية لم نطرحها أو نخض فيها لتكون سببا في التشتت الوطني أو مع نزعة أيا كانت لسنية أو عرقية، ولكن هي من أجل تثبيت هوية المغاربة، وتحرير هذه الهوية من كل استيلاب فكري أو ثقافي أو سياسي”.
وحضر أخياط بالأرشيف بوصفه “الإنسان والمناضل الملتزم”، و”رائد الحركة الثقافية الأمازيغية”، و”رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي”، التي تعد أقدم جمعية تعنى بالثقافة الأمازيغية، بعدما أسست سنة 1967.
كما حضرت معه محطات تدويل القضية، والنقاش الوطني حولها، وأثره في دسترتها لغة رسمية، وإدماجها في التعليم والإعلام العمومي، وصولا إلى اعتماد رأس السنة الأمازيغية “عطلة وطنية” في سنة 2023.
إبراهيم أخياط، المكرم في معرض خاص للأرشيف ثم عدد خاص من مجلته، أُبرز مكرما جمعويا ورسميا، بعدما كان “من أوائل المطالبين بالالتفات إلى الثقافة الأمازيغية وإدماج مكنوناتها في الفضاء الثقافي المغربي، في فترة سياسية كان يصعب معها طرح مثل هذه القضايا”، وبعدما تشرب بيئته الأمازيغية، حتى كانت “أول فيوضاته الروحية شعرية أمازيغية خالصة، دونها بالحرف العربي وجمعها في ديوانه “تابرات”؛ وذلك ما ألهم لديه فكرة إحياء الحرف الأمازيغي لتدوين التراث المحلي وما يزخر به من حمولة ثقافية”.
وقد كان أخياط في طليعة المطالبين بالنص على “العمق الأمازيغي للهوية الوطنية، وعلى المساواة بين اللغتين الأمازيغية والعربية رفعا لسياسة الميز اللغوي السائدة في بلادنا”؛ وهو ما توج بتعديل دستوري سنة 2011، نص على أن اللغتين الرسميتين للمغرب هما العربية والأمازيغية، وعلى كون “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة (…) موحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.
The post “أرشيف المغرب” يثمن نضال أخياط appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.