يعوّل المهاجرون السريون الذين يتخذون من شواطئ الشمال بالمغرب نقطة انطلاقة نحو ثغري سبتة ومليلية المحتلين على الضباب الكثيف الذي يتم تسجيله في البحر، ما يصعّب عملية المراقبة الأمنية الكثيفة.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة فيديوهات وصور توثّق استغلال مجموعة من المهاجرين حالة الضباب الكثيف بأحد شواطئ مدينة الفنيدق من أجل العبور نحو سبتة.
ووفق المصادر عينها يتم استغلال هذه الحالة الجوية المعروفة بشواطئ الشمال من أجل الهجرة سباحة، وسط صعوبة المراقبة من قبل الجهات الأمنية المغربية والإسبانية.
وفي الأول من هذا الشهر استغل ثلاثة قاصرين، وفق الإعلام الإسباني، “حالة الضباب الكثيف” من أجل الولوج إلى سبتة، وسط عملية أمنية أحبط خلالها حرس حدود الجارة الشمالية مرور 60 شخصا.
وقال خالد مونا، خبير في مجال الهجرة، إن “شهر غشت معروف بحالة الضباب الكثيف في شواطئ شمال المملكة، ما يتم استغلاله من قبل المهاجرين السريين”.
وأضاف مونا، في تصريح لهسبريس، أن “المهاجرين يلمسون من خلال هذا الضباب صعوبة بالغة لدى السلطات الأمنية في المراقبة”، مبينا أن “الهجرة بطبعها لا يمكن ربطها بالأحوال الجوية، خاصة أن جميع الوسائل متاحة في العصر الحالي”.
وتابع المتحدث ذاته: “الجيتسكي، والضباب، وبذلات السباحة، وغيرها من الوسائل، هي فقط ظرفية، وفي جميع الأحوال الجوية تكون شبكات الهجرة السرية مستعدة للتحدي”.
وحول ما إن كان منع الولوج إلى بعض الشواطئ طريقة أمنية لكبح الهجرة السرية نحو سبتة ومليلية المحتلتين شدد الخبير في مجال الهجرة على أن “الأمر حل ترقيعي فقط، ولا يمكن أن يوقف حركية الهجرة التي تتحدى كل شيء”.
ونقلت وسائل إعلام إسبانية، الأحد المنصرم، بحث السلطات عن جثة مهاجر غير شرعي تم الإلقاء به من مهرّب يمتطي ‘الجيتسكي’، أثناء محاولته ولوج سبتة المحتلة، وتعرضه لعملية مطاردة من قبل البحريتين المغربية والإسبانية.
ويرى عبد الحميد جمور، باحث متخصص في الهجرة والتنمية جنوب-جنوب، أن “شبكات الهجرة غير النظامية تستحضر العوامل المناخية الطبيعية، كالضباب، لتكثيف أعمالها غير قانونية، بالنظر دوره في حجب الرؤية وصعوبة التتبع، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة التي قد تشهدها عملية الملاحقة والتوقيف من قبل الجهات المختصة”.
وأضاف جمور، في حديث لهسبريس، أن “تطوير شبكات الهجرة إستراتيجياتها يفرض تحديات على السلطات الأمنية للحد من نشاطات هذه الشبكات التي تكثفها مستغلة في ذلك الإنسان والمجال”.
وأورد الباحث المتخصص في الهجرة والتنمية جنوب-جنوب أن “العوامل المناخية في هذه الفترة لا يمكن حصرها فقط في الشمال، بل تمتد إلى جنوب المملكة، وسواحل الأطلسي، حيث يتم استغلال شهر غشت للمرور نحو جزر الكناري”.
وفي يوليوز المنصرم كشفت وزارة الداخلية الإسبانية، في آخر الأرقام التي أفرجت عنها بخصوص حركة الهجرة غير النظامية، عن انخفاض عدد المهاجرين الوافدين على إسبانيا بحرا عن طريق مدينة سبتة المحتلة بما نسبته أكثر من 60 في المائة، في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وبالمثل انخفضت حالات العبور غير النظامي بحرا عبر مليلية في الفترة ذاتها سنة 2024 بأكثر من 96 في المائة، إذ تم تسجيل ثلاث حالات فقط مقابل 87 حالة في النصف الأول من العام المنصرم.
The post أحوال الطقس تخدم عصابات التهجير من المغرب إلى إسبانيا في شهر غشت appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.