قال كارلوس أوريارتي، أستاذ جامعي إسباني بجامعة الملك خوان كارلوس، إن المغرب له علاقات جيدة مع مختلف الأطراف المعنية بالصراع في الشرق الأوسط، مسجلا أن الملك محمدا السادس أعرب عن تأييده للمبادرات البناءة القائمة على الالتزام والمسؤولية التي تسعى إلى التوصل إلى حل نهائي للصراع بين فلسطين وإسرائيل؛ من خلال وقف إطلاق النار وبدء مسار التفاوض بعيدا عن التطرف في المواقف من أجل ضمان حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على أن يكون قطاع غزة جزءا لا يتجزأ منها.
وأشار الأكاديمي الإسباني ذاته، في حوار مع صحيفة “إل موندو فينينسييرو” حلل فيه أبرز مضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش، إلى أن الاقتراحات التي قدمها العاهل المغربي لتسوية هذا النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي اقتراحات واقعية، خاصة فيما يتعلق بضرورة تخفيض إسرائيل من خطواتها ومواقفها مقابل الاعتراف بوجودها واعتبار السلطة الفلسطينية محاورا شرعيا باسم الفلسطينيين، مسجلا أن المغرب يوجد في وضع متميز يؤهله للعب دور الوساطة بين فلسطين وإسرائيل.
في سياق آخر، بين المتحدث ذاته أن مضامين الخطاب الملكي الأخير تؤكد تطلع ملك البلاد إلى مستقبل جديد تحقق فيه المملكة المغربية أقصى حصص من التنمية والتقدم والإنصاف في عالم يزداد تعقيدا، مشددا على أن المغرب شهد في عهد الملك الحالي تطورات مهمة شملت مختلف القطاعات، إذ أكد في هذا الصدد أن ما وصل إليه المغرب هو نتيجة الرؤية السياسية والجيو-ستراتيجية لملك البلاد.
ولفت إلى نبرة التواضع في الخطاب الملكي التي تجعل المواطنين شركاء في هذا التطور، مشيرا إلى دعوة الملك محمد السادس المواطنين وكذا المؤسسات إلى التحلي بروح المسؤولية في تدبير الموارد المائية من أجل ضمان وصول الجميع بشكل مناسب إلى هذا الموارد وبالتالي ضمان الأمن الغذائي، مبينا أن “الملك محمدا السادس لا يتحدث فقط عن الجوانب الإيجابية لفترة حكمه أو ينتصر لها، كما أنه لا يتحدث عن نفسه، بل يفكر في المستقبل وفيما ما يتعين القيام به”.
وذكر الأستاذ الجامعي الإسباني بعض الإنجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة في المغرب في ظل حكم الملك محمد السادس؛ على غرار إقرار مدونة الأسرة التي منحت المرأة حقوقا متقدمة وعززت من المساواة في المجتمع المغربي، ثم تجربة الإنصاف والمصالحة إضافة إلى إقرار الدستور الجديد في سنة 2011 الذي يضمن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
وأكد أن المغرب شهد، خلال هذه الفترة، مجموعة من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية التي هدفت إلى تحديث المجتمع والإدارة، مشيرا أيضا إلى عودة المغرب القوية للاتحاد الإفريقي في سنة 2017 بعد أزيد من ثلاثة عقود على مغادرة هذا التكتل القاري، مشددا على أن الملك محمدا السادس قاد حملة دبلوماسية قوية علاقة بهذا الموضوع من خلال الزيارات التي قادته إلى عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأوضح أن المملكة المغربية كثفت أيضا، خلال حكم الملك محمد السادس، من أنشطتها الاقتصادية والتجارية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، وخاصة في البلدان الناطقة بالفرنسية ودول غرب إفريقيا؛ وهو ما جعل المغرب ثاني مستثمر إفريقي في القارة، دون أن يفوته أن يُذَكر بإسهامات المغرب في ضمان السلم والأمن الإقليميين.
The post خبير إسباني: المغرب مرشح للوساطة في حلول واقعية للقضية الفلسطينية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.