تداولت فعاليات أمازيغية كثيرة القطعة النقدية التذكارية الفضية من فئة 250 درهما، التي أصدرها بنك المغرب تخليدا للذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، معتبرةً أنها “تستجيب عمليّا لنداءات تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”، مشددين على أنه “حتى لو كانت هذه العملة لن تخضع للتداول العمومي فهي إيجابية لكونها صحّحت مساراً عرف بتغييب مطلق ونهائي للحرف الأمازيغي في كل ما هو عملة نقدية مغربية”.
ولاحظت هسبريس نوعا من “البهجة” في الوسط الأمازيغي، على هامش إصدار العملة التذكارية الجديدة التي يحمل ظهرها قيمتها الاسمية بالأرقام: 250 والحروف العربية: مائتان وخمسون درهما، وحروف تيفيناغ؛ بحيث تناقلها كثيرون على صفحات التواصل الاجتماعي، واعتبرها الناشط الأمازيغي عبد الله بوشطارت “مبادرة حكيمة ومهمة في سياق مصالحة المغرب مع هويته الحضارية وترسيخ الهوية الأمازيغية”.
“خطوة تاريخية”
رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، قال إن وضع بنك الحرف الأمازيغي على هذه العملة التذكارية يعدّ “قرارا تاريخيا”، يؤكد أن “نضال الفاعلين في الحقل المدني والسياسي أفضى إلى أثر يمكن اعتباره ابتداء من اليوم مرجعا ضمن مسار الترافع من أجل إنصاف الهوية المغربية وتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، التي تعرضت لتغييب غير مفهوم طيلة عقود عن العملة النقدية لبلد يشمل في ثناياه عنصرا أمازيغيا أصليّا”.
وقال الراخا، الذي سبق أن راسل محافظ بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري بهذا الخصوص، إن “هذه الخطوة تمثل استجابة لمطالب الحركة الأمازيغية بهذا الصدد”، مضيفا: “هذا التحرك إيجابي لا يمكن إلاّ أن نثمّنه؛ لكن نحتاج أن نرى حرف تيفيناغ أيضا في الأوراق المتداولة كذلك، لكون هذا الحرف خضع لعملية الترسيم منذ 2003، وبالتالي ليس هناك ما يمنع أن تنضاف إلى هذه القطعة التذكارية أوراق نقدية أخرى رائجة. لكن الخطوة في حد ذاتها لا يمكن تبخيسها أو التشكيك فيها”.
واعتبر رئيس التجمع الأمازيغي أن “جميع المؤسسات والهيئات الرسمية والعمومية لديها نصوص مرجعية، وعلى رأسها القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية”، مشيراً إلى أن “تداول العملة الوطنية من ضمن المجالات المذكورة لكون المغاربة يتداولونها بشكل روتيني وليس حتى يومي، وكل مواطن مغربي أمازيغي ينتظر أن يرى لغته في العملة التي هي إرث وطني لكل المغاربة”.
“تصور إشعاعي”
لحسن باكريم، فاعل أمازيغي، قال إن “هذا الإدراج يمثل نوعا من الاعتراف المادي بالهوية الأمازيغية”، معتبرا أن “البداية مع عملة تذكارية يستدعي أن يتوسع ليتضمن بقية الأوراق النقدية، حتى نمنح لهذه الهوية المزيد من الإشعاع”؛ كما أوضح أن “الكثير من المغاربة حين يُسافرون إلى الخارج يتركون نقودا وطنية كشكل من أشكال ترك أثر وذكرى لدى الآخر، وهو ما سيدفعه إلى البحث عن هذه الحروف ومعرفة تاريخها”.
وأورد باكريم، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “الاعتراف المادي يعزز الاعتراف المعنوي الذي نشهده اليوم بالهوية الأمازيغية؛ لكنه يتطلب المزيد من الجهود من حيث تمزيغ الحياة العامة، من نقود ووثائق إدارية وجواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية”، وعاد إلى العملة التذكارية الجديدة وأورد أنها “خطوة نموذجية تدخل في هذا المسار الذي يعرف تباطؤا لا يستجيب للتوجيهات الملكية، فالجهات الرسمية لم تعد لديها مبررات في أي تسويف”.
وزاد المتحدث ذاته أن “الأمازيغية صارت لغة رسمية منذ دستور 2011، والقانون التنظيمي بدوره، الذي عرف تأخراً لكي يصدر بشكل نهائي، حدد سقفا هو مارس 2024 الذي مضى، ما يعني أن هناك نوعا من الخلل في التعاطي مع الأمازيغية، وعليه نرجو من هذه المبادرة المشجعة التي قام بها بنك المغرب أن تفتح هذا الباب وتقدم لنا تصورات جديدة لترصيد المكتسبات المتراكمة التي لا تقبل العودة إلى الخلف”.
The post حرف “تيفيناغ” على عملة 250 درهما التذكارية ينال إشادة الفعاليات الأمازيغية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.