أشرف “مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب”، من خلال مكتب مكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا الذي يتخذ من العاصمة الرباط مقرا له، بالتعاون مع جامعة الأخوين بمدينة إفران، على تنظيم دورة تدريبية في مجال التحقيقات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، استفاد منها 22 ضابطا للشرطة القضائية من سبع دول إفريقية، أبرزها الكاميرون وإثيوبيا ونيجيريا وكينيا.
وحسب بيان للمكتب سالف الذكر، فإن هذه الدورة التي تندرج في إطار برنامج “STOCTI”، تؤكد الالتزام بتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب في جميع أنحاء القارة، مسجلا في الوقت ذاته أن الضباط المشاركين في الدورة تلقوا تدريبا مكثفا أشرف عليه خبراء من المديرية العامة للأمن الوطني والشرطة القضائية البرتغالية، هم أساليب إدارة وتأمين مسرح الجريمة وجمع الأدلة وحفظها، واستخدام أدوات وتقنيات الطب الشرعي، من خلال عمليات وتدخلات تحاكي الواقع.
وشملت الدورة أيضا تدريبا حول عملية تتبع وتحليل المعاملات المالية المرتبطة بالأنشطة الإرهابية، باستخدام منهجيات حديثة، أشرف عليه ضباط من الشرطة الإيطالية ودائرة الرصد المالي الاتحادية بروسيا، وتدريبا آخر على أساليب التحري الخاصة، بما في ذلك المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية، استفاد منه المشاركون على يد خبراء من الشرطة الكندية، كما تلقوا تدريبا على يد الشرطة الفيدرالية الأسترالية حول تقنيات التحقيق مع المشتبه فيهم والشهود والضحايا.
في هذا الإطار، قال هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، إن “اختيار الأمم المتحدة المغرب لاستضافة هذا التدريب يعكس التقدير العالمي لقدرات بلدنا في مجال مكافحة الإرهاب، إذ إن المملكة تعتبر بلدًا ذا خبرة واسعة في هذا المجال، وتوفر بنية تحتية متقدمة وأطر عمل فعالة في هذا الجانب، بالإضافة إلى أن وجود المركز الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرباط يشير إلى دور المغرب كحلقة وصل رئيسية في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب”.
وأضاف معتضد أن “المؤسسات الأمنية والدفاعية للمغرب تعتبر نموذجًا ناجحًا في إدماج استراتيجيات مكافحة الإرهاب في سياق محلي وفعّال، وهو ما يجذب اهتمام الأمم المتحدة لاستغلال خبرات المغرب في تطوير قدرات الدول الأخرى، كما أن استضافة هذا التدريب يعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي متميز في مجال الأمن، ويساهم في تعزيز دورها القيادي في الجهود الدولية لمكافحة الظاهرة الإرهابية”.
وتابع المصرح لهسبريس بأن “هذا الاختيار يُبرز بدون شك قدرة المغرب على تنظيم برامج تدريب متقدمة تسهم في تعزيز المهارات والقدرات اللازمة لمكافحة الإرهاب، إذ إنه من خلال الشراكة مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة، يعزز المغرب دوره كوجهة رئيسية لتبادل المعرفة والخبرات، مما يعكس التزامه بالمساهمة الفعالة في الجهود العالمية لمكافحة مختلف التهديدات الأمنية”.
وسجل معتضد أن “استضافة المغرب مثل هذه الدورات التكوينية، تتيح للضباط من مختلف الدول، وعلى رأسها الدول الإفريقية، الاستفادة من التجارب العملية والأدوات المتقدمة التي تمتلكها المملكة”، موضحا أن “تقديم التدريب والموارد والخبرات يعزز من قدرة الدول الإفريقية على مواجهة التهديدات المشتركة، مما يساهم في استقرار المنطقة ويعزز من فعالية الاستراتيجيات الأمنية المتبعة”.
The post تجربة المغرب في مكافحة الإرهاب تواكب تدريبات أممية لفائدة ضباط أفارقة appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.