باللغة الفرنسية صدرت ترجمة مختارات من شعر الفلسطيني نجوان درويش، نقلها من اللغة العربية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، الذي كان أوّل من ترجم شعر الشاعر محمود درويش إلى اللغة الفرنسية، كما نقل إليها “أنطولوجيا الشعر الفلسطيني”.
وعن دار النشر الفرنسية “لوكاستور أسترال” صدرت هذه الترجمة ضامة أشعارا خطّها نجوان درويش، الشاعر والناقد والصحافي الثقافي الفلسطيني، ولمّها عنوان “لستَ شاعرا بغرناطة”.
وسبق أن كانت قصيدة لنجوان درويش من بين الشعر الذي ترجمه إلى اللغة الفرنسية عبد اللطيف اللعبي في “أنطولوجيا الشعر الفلسطيني”، التي انتقاها الشاعر المغربي ياسين عدنان، وترجمها إلى لسانِ بودلير الحاصلُ على جوائز بارزة في الإبداع باللغة الفرنسية، من بينها جائزة “غونكور”.
وسبق أن أعدّ عبد اللطيف اللعبي في العقود الماضية ديوانَي مختارات شعرية، تقدّم الشعرَ الفلسطيني، بتنوّع رؤاه وحساسيّاته، للقرّاء.
ومن أحدث محطّات دفاع اللعبي عن الشعر الفلسطيني احتجاج علني بلغة قوية على “سوق الشعر بباريس”، النشاط الشعري البارز بفرنسا، بسبب سحب صفة ضيف الشرف من “الشعر الفلسطيني”؛ وهو ما لقي تضامنا واسعا، تراجع إثره منظمو الموعد الشعري عن القرار.
ودافع صاحب “الأرض برتقالة مرّة” في تقديم أنطولوجيا القصيدة الفلسطينية عن فلسطين وشعر أبنائها، قائلا: “يكفي أن يُنْطَقَ اسم فلسطين (التاريخ، الأرض، البلد، الشّعْب، عدالة القضية، الكفاح من أجل الحياة، والآن الكفاح من أجل البقاء) ليحضر الشِّعرُ كضيفٍ من تلقاء نفسِه. ونادرا ما نَجِدُ في تاريخ الأدب اسم بَلَدٍ، والأمر يتعلّق هنا بفلسطين تحديدًا، يستحيل في حدّ ذاته شِعريّةً. ويجب الإقرار هنا بأنّ هذه المكانة تعود في جزء كبير منها لشعراء فلسطين”.
وفي مقدمة المختاراتِ تبرز رؤية المترجم للشعر وفلسطين، حيث كتب عن القارئ الذي يجد فيها “فلسطيننا”، التي “تجعلها الشاعرات ويجعلها الشّعراء بفعل سلطة فنّهم حيّةً ملموسةً، ويُبرزون تفاصيل جسدها وروحها، وديْدَنها اليومي، العادي منه والضارب في الوحشية؛ وينتزعونها من بين مخالب الأساطير التي تُقيِّدُها، ليجعلوها في متناول أفهامنا وحسِّ العدالة لدينا، ثم قدرتنا على الرأفة ومتطلبات وعينا التي لا تقبل التجزئة”. كما يجد القارئ “الخاصّية المذهلة الأخرى”، وهي: “عقلية مشتركة لدى غالبية المتدخِّلين الذين تَمَّ تقديمهم هنا؛ فلا أحد منهم يتكلم باسم الكيان المشار إليه أعلاه، أو باسم الجماعة التي تعيش فيه وتعلن انتماءها إليه. لن نستمع إلّا لأفراد يسردون معيشهم الخاصّ، وما يرَوْنَه ويجسّون نبضه في واقعهم اليوميّ، وفي أحلام يقظتهم وكوابيسهم (وهذه الأخيرة لا تعدّ ولا تحصى!)”، كما كتب عبد اللطيف اللعبي.
The post اللعبي “يفرنس” شعر نجوان درويش appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.